رسالة وزيرة التربية الوطنية للتلاميذ، الأولياء وموظفي القطاع

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية

الأربعاء 21 فيفري 2018

رسالة السيدة نورية بن غبريت، وزيرة التربية الوطنية
للتلاميذ، الأولياء وموظفي القطاع

ونحن في هذه المرحلة المحورية من السنة الدراسية، أردت أن أتوجّه بهذه الرسالة لتلاميذي، أوليائهم وموظفي القطاع.
للتلاميذ، أريد أن أقول أنني منشغلة كثيرا بالوضعية المقلقة التي فُرضَت عليكم. أعي جيدا القلق الذي تشعــــرون به. أريدكم أن تعلموا، أبنائي التلاميذ، أننا بذلنا كل مجهودنا حتى نجنّبكم هذه الوضعية: عقدنا سلسلة من اللقاءات الماراطونية، حتى ساعات متأخرة من الليل، مع النقابات منها نقابة Cnapeste، هذه النقابة التي التقيناها – قبل الإضراب – في إطار لقاءات ثنائية وجماعية. وحتى عشية الإضراب “المفتوح”، اجتمعنا مع المنسق الوطني للنقابة الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب الوطني، وقد كان الهدف من هذا اللقاء هو إقناع هذه النقابة بعدم اللجوء إلى الإضراب مع إبقاء أبواب الحوار مفتوحة. ولكن، رأيتم ماذا حدث بعد ذلك. أمام هذا الوضع، كان لا بد علينا الالتزام بقوانين الجمهورية وواجبنا بضمان التمدرس الهادئ لكم، أبنائي التلاميذ.
أعلم أنكم تضررتم كثيرا. فمن جهة، لم تدرسوا لمدة ومن جهة أخرى، كنتم تلاحظون أنكم تتأخرون في الدروس، في الوقت الذي كان فيه بعض زملائكم من العائلات ميسورة الحال، يتابعون دروسا خصوصية.
من الواضح، بالنسبة لنا، أن التلاميذ لا يمكنهم دفع ثمن مزايدات نقابية لا تحترم قوانين الجمهورية.
أريدكم أن تطمأنوا، نحن ندرك مدى تأثركم بهذه الوضعية، وقد سمعنا لنداءاتكم التي عبرتم من خلالها عن قلقكم الشديد. اطمأنوا أبنائي، لقد وصلتنا رسالتكم.
كل ما نطلبه منكم هو أن تواصلوا العمل وأن تواظبوا على الدراسة، و نحن من جهتنا، نلتزم بتوفير التأطير اللازم لكم، مع التأكيد أننا سنأخذ بعين الاعتبار الوضعية المعقّدة التي فُرضَت عليكم.
اليوم، أردت أن أطمئن تلاميذي أن كل التدابير تم اتخاذها حتى نضمن لهم حقهم الدستوري في التعليم، مع الأخذ بعين الاعتبار مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص، هذ المبدأ الذي نعمل على تجسيده، بشكل فعلي، في الميدان، بحيث لن يُظلَم أحد. إن سبب وجودنا هم أنتم التلاميذ وسنبذل كل ما في وسعنا لحمايتكم.
من ناحية أخرى، أريد أن أطمئن الأولياء أنه ورغم المخاطر التي قد تتعرّض لها المدرسة العمومية المجانية، بسبب الإضرابات الطويلة والمتكررة، سنعمل بكل ما لدينا من قوة على ضمان استمرارية التعلّمات وحماية مصلحة أطفالنا.
أحيي كل المجهودات التي يبذلها الأولياء وروح المسؤولية التي تحلوا بها، خاصة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ والجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ، لمرافقة التلاميذ والعمل الذي قامت به لتحسيس الأساتذة.
لموظفي القطاع، أقول أن وزارة التربية الوطنية تبذل جهودا كبيرة لحل كل المشاكل المهنية – الاجتماعية التي يمكن حلها وتحسين ظروف عملهم وكذلك، تحسين كفاءاتهم المهنية، باعتبارها شرطا أساسيا لتحقيق مدرسة الجودة.
إن الوضع الذي نعيشه، اليوم، يجعلنا ندرك أنه أصبح من المستعجل، الاهتمام بمسائل جوهرية في تكوين الموظفين (تكوين مستمر وتكوين أولي في المدارس العليا للأساتذة)، هي أداب و أخلاقيات مهنة التدريس فيما يخص :
– علاقة الأستاذ بالتلاميذ الذين هم أطفال في وضعية تعلّم وقصر
– وعلاقة الأستاذ بالقوانين التي يجب أن يحترمها كل موظف.
بالتوفيق للجميع، وشكرا لكل أعضاء الجماعة التربوية ومنهم الأساتذة الذين يتجندون من أجل حماية المدرسة الجزائرية وضمان تمدرس التلاميذ.
تحيا الجزائر.
تحيا المدرسة الجزائرية، العمومية والمجانية.