كلمة السيدة نورية بن غبريت، وزيرة التربية الوطنية في لقائها مع المكتب الوطني لنقابة الكنابست

كلمة السيدة نورية بن غبريت، وزيرة التربية الوطنية في لقائها مع المكتب الوطني لنقابة الكنابست
مقر وزارة التربية الوطنية: الأحد 04 مارس 2018

.

بداية، اسمحوا لي أن أرحب بكم في هذا اللقاء الذي يأتي بعد القرار الحكيم بوقف الإضراب المفتوح.
اليوم، يجب علينا جميعا أن نقوم بتقييم موضوعي وبدون مجاملات للانعكاسات السلبيــــــة لهذا الإضراب على قطاعنا. وينبغي أن يبتعـــد تقييـــــمنا للأمور عن “الأنا” لتحـــــــلّ مكانه، المسؤوليـــــــــة التـــــــــــي يجب أن يتحلّى بها كل واحد، لصالح المدرسة وكل مكوناتها البشرية.
إن الوضع في مؤسساتنا التي مسّها الإضراب ليس بالمرضي. إن التحدي، المتمثل في استدراك التأخر المسجل، حتى وإن كان متفاوتا والاستجابة لانشغالات التلاميذ وأوليائهم، ليس بالسهل. إن رفع هذا التحدي –رغم صعوبته – بكل مسؤولية وبدون شروط مسبقة، هي الوسيلة الوحيدة لتقديم تعليم نوعي لجميع تلاميذنا.
ينبغي أن يكون هذا الانشغال، في صلب محادثاتنا وحوارنا وتشاورنا، اليوم.
إن التلاميذ هم أكبر الضحايا وأكبر الخاسرين بسبب الإضراب. لذلك، أقول جازمة، اليوم، أنه لا يوجد غالب، الجميع خاسر:
• بدءا بالتلاميذ و أوليائهم
• وصولا إلى مدرستنا التي مسّها الإضراب في واحد من مقوماتها، هو أن يتطابق الحجم الساعي مع المتطلبات البيداغوجية المحددة.
إن وزارة التربية الوطنية وإذ تعبّر، اليوم، عن خالص احترامها لكل الأساتذة المضربين الذين آمنوا بكل صدق، بسداد هذا الإضراب، لا يمكنها أن لا تستنكر بعض الانحرافات. إن المدرسة هي المكان المميّز الذي نتعلّم فيه قواعد الانضباط وليس العكس.
إن مجتمعنا، اليوم، يتفتح على العالم، يجب على منظومتنا التربوية مسايرة ذلك.
هل تعلمون من هو الغالب الحقيقي؟ هو المجتمع الذي أدرك أهمية بل ضرورة وحتمية حماية المدرسة من الاضطرابات، حتى يمكّننا التقدّم والإبداع. نعم، لقد أدرك المجتمع أن تحقيق هذا مرتبط بتوفير مناخ هادئ ومستقر.
إن إعادة الأمور إلى نصابها وإرجاع التوازنات لمختلف مكوّنات الجماعة التربوية سيتطلب الوقت، الكثير من الوقت.
– كيف يمكننا – في ظل هذا – ضمان استمرارية وتنوع الدورات التكوينية؟
– كيف يمكننا بناء مدرسة مدمجة، أكثر إنصافا، تقترح خيارات بيداغوجية للجميع دون أن تفرط في الجودة ودون أن يكون فيها أطفالنا رهائن؟
لقد قدّمنا لكم، منذ مجيئنا في ماي 2014، تعهداتنا من أجل تحقيق حوكمة تربوية وبيداغوجية وجيهة، وسياسة تسييرية إدارية ومؤسساتية شفّافة.
بعد حوالي 4 سنوات، تم فيها إجراء تقييمات مكّنتنا من تشخيص الوضع، سيسمح البرنامج المسطّر الخاص بتحسين الممارسات البيداغوجية ورقمنة القطاع، من ضمان متابعة وتسيير أفضل للوضعيات الاجتماعية – المهنية لموظفينا وتسيير أحسن لتمدرس التلاميذ.
يمكننا القول أن عناصر تحوير المدرسة، كما جاء بها الإصلاح الذي أقّره فخامة رئيس الجمهورية، اصبحت ناضجة.
لكم الخيار الآن: فإمّا المساهمة بكل إخلاص في تحقيق التقّدم المطلوب والضروري، وإما عدم المشاركة في بناء جماعة تربوية حقيقية، ميزتها الكفاءة والمشاركة والإنصاف والإدماج والثقة و تقديم المقابل لما منح، في إطار مسعى مواطني و مؤسساتي.
وسيعمل التكوين على سد النقائص في مجال الأخلاقيات والآداب المهنية، المعرفة بالنصوص التشريعية والتنظيمية التي تحكم العلاقات داخل المؤسسة المدرسية وفي ظل الجمهورية. إنه التحدي الذي ينبغي علينا رفعه حتى نضع مدرستنا في مسار الجودة. أما اليوم، فيجب علينا تسيير وضعية صعبة يحتاج فيها كل واحد منا للمرافقة.