عقد وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، صبيحة اليوم، الأحد 20 جويلية 2025، ندوة صحفية بمقر الوزارة، بحضور إطارات من الإدارة المركزية وممثلين عن الأسرة الإعلامية، خُصّصت لعرض وتحليل النتائج العامة لامتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2025، والوقوف على المؤشرات الكبرى التي أفرزتها هذه المحطة التربوية الوطنية الهامة.
في مستهلّ كلمته، ثمّن السيد الوزير الجهود الجماعية التي بذلها التلاميذ، وأولياؤهم، والأسرة التربوية بكل مكوناتها، في مسيرة امتدت طيلة موسم دراسي حافل بالتحديات.
وأوضح السيد الوزير أن نتائج الامتحانات المدرسية تُعدّ معيارًا أساسيًا لتقييم أداء المؤسسات التربوية، حيث شرعت الوزارة في دراسة معمقة لهذه النتائج قصد استثمار المعطيات المسجلة في بناء سياسات تربوية تطويرية مستقبلية، بما يُمكّن من تعميم الممارسات الإيجابية وتحسين الأداء التربوي عبر كامل التراب الوطني.
وقد أبرز السيد الوزير أن عدداً من المؤسسات التربوية، منها عمومية وخاصة، حققت نسبة نجاح بلغت 100%، وهو ما يُجسد تكامل الجهود التربوية والإدارية، والتزام الأسرة التربوية بتوفير شروط النجاح والتميّز.
وفي سياق متصل، أشاد السيد الوزير بالدور الهام والإيجابي الذي لعبته الأسرة الإعلامية في مرافقة القطاع خلال الموسم الدراسي، من خلال نقل المعلومة بدقة ومهنية، ودعم الحملات التوعوية والتحسيسية.
وأشار السيد الوزير إلى التعاون الوثيق بين القطاع وقطاعات وزارية أخرى، والذي أثمر في القضاء على سلوكيات سلبية كانت تُسجل سابقًا عقب نهاية الامتحانات، كتمزيق الوثائق التربوية، مؤكّدًا أنّ هذا التحول يعكس نضجًا جماعيًا ووعيًا متزايدًا بأهمية المدرسة ودورها.
وأكد السيد الوزير أنّ قطاع التربية يعمل بإصرار على ترسيخ جودة التعليم وتعزيز التوجيه نحو التخصصات التقنية والرياضيات، مشيرا بالمناسبة إلى المشاركة المشرفة لتلامذتنا في الأولمبياد الدولية بأستراليا، حيث تحصّلوا على نتائج مشرفة.
وفي هذا الإطار، نوّه السيد الوزير، بالتوجيهات السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ودعمه المستمر للأسرة التربوية، تجسد في إصدار القانون الأساسي والنظام التعويضي، بما يضمن تحسين الحياة المهنية والاجتماعية لكافة الأسلاك التربوية، مع التزام الوزارة بمواصلة الحوار لتحقيق المزيد من المكاسب.
وتطرق السيد الوزير إلى التحضيرات الجارية للدخول المدرسي المقبل، مُعلنًا عن تخصيص أسبوع كامل بنمط جديد، يرتكز على التقاء مكونات الأسرة التربوية، وإطلاق حملة وطنية حول الصحة المدرسية تحت شعار: “الصحة المدرسية… من أجل مستقبل صحي آمن”، إيمانًا بأن جودة التعليم لا تنفصل عن الرعاية الصحية والرياضية.
أما بخصوص النتائج العامة لشهادة البكالوريا دورة جوان 2025، فقد سجّلت المعطيات التالية:
عدد المترشحين المسجلين (متمدرسين وأحرار): 878873
عدد المترشحين الحاضرين (متمدرسين وأحرار): 771657
عدد الناجحين (متمدرسين وأحرار): 367122
عدد المترشحين المتمدرسين الحاضرين في شهادة البكالوريا دورة 2025: 542556
عدد المترشحين المتمدرسين الناجحين: 279811
النسبة الوطنية للنجاح بالنسبة المتمدرسين: 51.57%
عدد الناجحين بتقدير ممتاز (معدل 18 فما فوق): 1754 (منهم 1700 متمدرسون و54 أحرار)
عدد الحاصلين على معدل من 16 إلى 17.99: 22978
عدد الحاصلين على المعدل 16 فما فوق: 24732
عدد الناجحين بتقدير جيد: 42421
عدد الناجحين بتقدير قريب من الجيد: 73910
عدد من حصلوا على علامة كاملة في مواد مختلفة: 12737
وفي هذا السياق، أكد السيد الوزير على أهمية التقيّد بتنفيذ البرامج التعليمية كاملة، محذّرًا من ظاهرة التوجيه نحو مواضيع “متوقعة” قبيل الامتحانات، لما لها من آثار سلبية على تكامل التحصيل العلمي.
وبالنسبة للترتيب على مستوى الولايات:
المرتبة الأولى: ولاية تيزي وزو بنسبة 62.83%
المرتبة الثانية: ولاية غليزان بنسبة 62.09%
المرتبة الثالثة: ولاية بجاية بنسبة 59.50 %
نسبة النجاح في مدارس أشبال الأمة: 98.16%
نسبة النجاح بالمدرسة الدولية الجزائرية بفرنسا: 80%
وبخصوص أسماء المتفوقين الأوائل ونتائجهم جاءت كالآتي:
المرتبة الأولى وطنياً: رونق زاني – 19.70 – شعبة الهندسة الكهربائية – سوق أهراس
المرتبة الثانية وطنيا: يحياوي ملك – 19.52 – شعبة الرياضيات – معسكر
المرتبة الثالثة وطنيا: كامل نرجس – 19.52 – شعبة الهندسة الكهربائية – الجزائر وسط
المرتبة الأولى وطنية في مدارس أشبال الأمة: سعادي مؤيد – 19.41 – شعبة الرياضيات – بجاية
المراتب الثلاث الأولى وطنيا حسب كل فئة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة:
تحدي حركي: حمداني صالح – شعبة تسيير واقتصاد – 18.29 – الطارف
تحدي بصري: حامدي منيب عبد الرحمن – شعبة لغات أجنبية (إسبانية) –16.87 – باتنة
تحدي سمعي: التيجاني إلياس – شعبة علوم تجريبية – 15.93 – الوادي
كما عبّر السيد الوزير عن شكره لكل القطاعات الوزارية والمؤسسات الوطنية التي ساهمت في إنجاح هذا الاستحقاق، من وزارة الدفاع الوطني ووزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، وزارة العدل، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، وزارة الشباب، وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، وزارة الاتصال، الأمن الوطني، وكافة الجمعيات والمواطنين.
وأكد السيد الوزير أن شهادة البكالوريا ليست غاية بحد ذاتها، بل هي مرحلة انتقالية في بناء كفاءات وطنية قادرة على المساهمة الفعلية في تطور البلاد عبر التعليم العالي أو الاندماج في عالم الشغل أو ريادة الأعمال.
وفي ختام الندوة، قدّم السيد الوزير تهانيه الحارة للتلاميذ الناجحين، متمنيًا لهم مسارًا جامعيًا متألقًا، كما جدد دعمه للتلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ في هذه الدورة، مؤكدًا أن باب النجاح لا يزال مفتوحًا أمامهم عبر مختلف المسارات الممكنة.