تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أُعطيت مساء يوم السبت 26 جويلية 2025، من ملعب 19 ماي 1956 بولاية عنابة، إشارة الانطلاق الرسمية للطبعة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية – الجزائر 2025، المنظمة من قبل جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية(ACNOA)، والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية(ISF)، بالتعاون مع وزارة الرياضة، وبمشاركة وزارة التربية الوطنية، وذلك في أجواء احتفالية وتربوية متميزة، عكست روح الانفتاح والتضامن الإفريقي، والانخراط الفعلي للجزائر في الديناميكيات القارية الهادفة إلى ترقية الرياضة في الوسط المدرسي، وتكريس البعد التكويني للتربية البدنية لدى الناشئة.
وبتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أشرف وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، رفقة وزير الرياضة، السيد وليد صادي، ووزير الشباب، المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، السيد مصطفى حيداوي، على مراسم الافتتاح الرسمي لهذا الحدث القاري الأول من نوعه، بحضور السيد رئيس جمعية اللجان الوطنية الأولمبية الإفريقية(ACNOA)، أعضاء من الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية (ISF)، السيد والي ولاية عنابة، السيد والي ولاية الطارف، ممثلي السلطات المدنية والعسكرية، رؤساء الوفود الإفريقية، أعضاء اللجنة الوطنية المنظمة، وممثلي الأسرة الرياضية والتربوية.
وتأتي هذه التظاهرة الكبرى تتويجًا لاتفاقية التعاون المبرمة بين الجزائر وكل من جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، وامتدادًا لرؤية استراتيجية أرساها السيد رئيس الجمهورية، تهدف إلى جعل المدرسة مشتلة حقيقية للكفاءات، ومنبعًا لقيم المواطنة، والانتماء، والتميز.
وفي هذا السياق، أكّد السيد وزير التربية الوطنية، على السادة مديري التربية في الولايات المحتضنة للألعاب الإفريقية المدرسية، بضرورة تنظيم زيارات ميدانية للوفود الإفريقية في أماكن إقامتهم وفي مختلف الملاعب، مرفوقين بمجموعات من التلاميذ الرياضيين، وذلك قصد توطيد العلاقات، وتعزيز أواصر التواصل، وتقريب المسافات بين الأجيال الإفريقية، بما يعكس القيم الإنسانية والتربوية التي تؤمن بها المدرسة الجزائرية.
وتُعدّ هذه الدورة، الأولى من نوعها على مستوى القارة، ثمرة لتعاون ثلاثي بين وزارة الرياضة، جمعية اللجان الأولمبية الوطنية الإفريقية، والاتحاد الدولي للرياضة المدرسية، وتعرف مشاركة 2500 مشارك من تلاميذ رياضيين وتقنيين إداريين (مدربون، حكام، وغيرهم)، يمثلون 47 دولة إفريقية، يتنافسون طيلة عشرة أيام في 20 اختصاصًا رياضيًا.
وفي هذا الإطار، تمّ تسخير منشآت رياضية عصرية، ومرافق إيواء ذات جودة عالية، وتجهيزات لوجستية متكاملة، عبر أربع ولايات من شرق البلاد، لضمان إنجاح هذه التظاهرة القارية الكبرى، ويتعلق بالولايات الآتية:
- ولاية عنابة: تحتضن منافسات ألعاب القوى، الملاكمة، الجيدو، سباق الدراجات، التنس، كرة السلة 3×3، التجديف، الكياك، المبارزة، المصارعة.
- ولاية سكيكدة: تحتضن منافسات كرة اليد والكرة الطائرة الشاطئية.
- ولاية قسنطينة: تحتضن منافسات كرة القدم، الجمباز، الفروسية.
- ولاية سطيف: تحتضن منافسات التيكواندو، السباحة، البادمينتون، كرة السلة، الكونغ فو.
ويُعدّ هذا الحدث مناسبة لتأكيد قناعة راسخة لدى الدولة الجزائرية مفادها أن الاستثمار في الرياضة المدرسية هو استثمار في مستقبل الأمة، وأن المدرسة ليست فقط فضاءً للتعلم الأكاديمي، بل أيضًا بيئة مثالية لاكتشاف المواهب وصقل القدرات البدنية والفكرية.
كما يجسد هذا الموعد القاري التزام الجزائر الثابت تجاه محيطها الإفريقي، حيث تم التكفّل الكامل بإيواء وإطعام وتنقل الوفود المشاركة، دون أي أعباء مالية على الدول الشقيقة، في بادرة تضامنية ترسّخ مكانة الجزائر كقطب قاري في مجالي التربية والرياضة.
وعكست التظاهرة الانسجام التام بين الأهداف التربوية للمدرسة الجزائرية ورهانات بناء مجتمع رياضي واعٍ ومنفتح، قادر على التفاعل الإيجابي مع محيطه، والمساهمة في رفع راية إفريقيا عاليًا في المحافل الدولية.