هنّأ وزير التربية الوطنية، الدكتور محمد صغير سعداوي، المعلمين والأسرة التربوية قاطبة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم، الذي يُعد محطةً سنويةً نستحضر فيها بإجلال المكانة السامية للأستاذ، ونقف وقفة عرفان وتقدير لرسالته النبيلة في تربية الأجيال، وغرس القيم الوطنية، وترسيخ مبادئ المواطنة الصالحة.
وفي هذه المناسبة الغالية، عبّر السيد الوزير عن اعتزاز الدولة الجزائرية بالمعلم، مؤكداً أنّه يمثل حجر الزاوية في العملية التربوية، كما جدّد التزام القطاع بالعمل على تحسين ظروف عمل الأساتذة المهنية والاجتماعية، بما يتيح لهم التفرغ الكامل لمهامهم السامية في صناعة الإنسان، وصياغة المستقبل.
وأشار السيد الوزير إلى أنّ المعلم في رسالته يجسد بحقّ ما قاله العلامة البشير الإبراهيمي: «إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك»، داعياً الجيل الجديد من المربين إلى التمسك بقيم التفاني والإبداع والوفاء للوطن، بما يضمن إعداد أجيال متشبعة بالعلم والوعي وحب الجزائر.
وجاءت تهنئة السيد الوزير للأسرة التربوية في سياق إشرافه، صبيحة اليوم الأحد 05 أكتوبر 2025، على افتتاح فعاليات الملتقى الوطني لتكوين مفتشي مادة اللغة الأمازيغية في المستويات التعليمية الثلاثة، وذلك بدعوة كريمة من الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، السيد سي الهاشمي عصاد، وبالمعهد الوطني لتكوين إطارات التربية “الورود والبنفسج” بولاية البليدة.
وقد شهدت مراسم الافتتاح حضور كل من ممثلة مستشار السيد رئيس الجمهورية، المكلف بالتربية والتعليم العالي والثقافة، ممثل السيد الوزير الأول، ممثل السيد رئيس مجلس الأمة، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، ممثل السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني، نواب من البرلمان بغرفتيه، والي ولاية البليدة، رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية والعسكرية والقضائية للولاية، رئيس الجمعية الوطنية “اقرأ”، إلى جانب ممثلي الأسرة التربوية والشركاء الاجتماعيين والمفتشين وممثلي الأسرة الإعلامية.
حيث نوّه السيد الوزير بالشراكة المثمرة بين وزارة التربية الوطنية والمحافظة السامية للأمازيغية، مبرزاً الإرادة المشتركة لترقية تدريس اللغة الأمازيغية وتوسيع انتشارها عبر مختلف ولايات الوطن، باعتبارها مكوّناً أصيلاً لهويتنا الوطنية، ولغة وطنية ورسمية. كما أكّد أنّ تكوين المفتشين، ومن بينهم مفتشو مادة اللغة الأمازيغية، يعدّ ركناً أساسياً في الإصلاحات التربوية العميقة، كونه يضمن مواكبة الأساتذة ميدانياً وحسن تجسيد البرامج والمناهج وفق المقاربات البيداغوجية الحديثة.
كما شدّد السيد الوزير على الأهمية الاستراتيجية لجهاز التفتيش في الارتقاء بجودة التعليم وضمان انضباط المؤسسات التربوية، مبرزاً الجهود المبذولة لإعادة تنظيمه عبر استحداث مفتشيات جهوية، وتوفير الظروف التي تمكّن المفتشين من أداء مهامهم البيداغوجية والإدارية على أكمل وجه.
واختتم السيد الوزير كلمته بالتأكيد على أنّ الاستثمار في المورد البشري يبقى الدعامة الأساسية لأي إصلاح ناجح، وأنّ النهضة المرجوة للمدرسة الجزائرية لن تتحقق إلا بتكاثف جهود المفتشين والأساتذة وجميع الفاعلين في الميدان، في مناخ يسوده الإخلاص وروح المسؤولية والإبداع.
وفي ختام الملتقى، تم تكريم ثلة من المفتشين المتميزين، إلى جانب بعض قدامى إطارات القطاع، في التفاتة رمزية تحمل معاني الوفاء والعرفان لكل من أفنى جهده في خدمة التربية الوطنية، وجعل من عطائه قدوة للأجيال الصاعدة في مواصلة مسيرة تطوير المدرسة الجزائرية.
