ترأست معالي وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريت، صباح اليوم، الاثنين 27 أوت 2018، بقاعة محاضرات الوزارة بالمرادية، على الساعة العاشرة (10:00)، أشغال الجلسة العامة الختامية للندوة الوطنية المخصصة للدخول المدرسي 2018-2019، بمشاركة مديري التربية الـ50 للولايات، وبحضور إطارات الإدارة المركزية والشركاء الاجتماعيين، أين ألقت معاليها كلمة، تضمنت التوجيهات الكبرى المتعلقة بانطلاق السنة الدراسية، والتشديد بضرورة تضافر الجهود ومضاعفتها خدمة للمدرسة الجزائرية وتحقيقا لهدفي الجودة والنوعية، كما نشطت السيدة الوزيرة بعد اختام الندوة، لقاء صحفيا، اجابت فيه على مختلف تساؤلات اسرة الاعلام والصحافة.
كلمة معالي وزيرة التربية الوطنية خلال أشغال الجلسة العامة:
“بداية، أريد أن أجدد لكم أصدق عبارات التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، الذي حلّ علينا الأسبوع الماضي. كل عيد وأنتم بخير، والجزائر الحبيبة بألف خير. كما أتمنى للجميع موسم دراسي ناجح وعودة موفقة للعمل، عودة افتتحناها معكم، الأمس، بتنظيم أربع (04) ورشات موضوعاتية، حيث خصصت كل واحدة من هذه الورشات لموضوع معين:
1. استراتيجية التكوين: خاصة عملية المضاعفة المتعلقة بالمواضيع التي تضمنها المخطط الاستراتيجي الثلاثي للتكوين، دعما للتوجه التدريجي للاحترافية، وفق أنماط متنوعة.
2. المستجدات البيداغوجية: لا سيما مواصلة تحيين المناهج من خلال تكييف البرامج الوطنية في الطور الثالث والأخير من التعليم الابتدائي والتعليم المتوسط. هذا، إلى جانب، متابعة مجهود تكييف أساليب التقويم مع المتطلبات النوعية لنظامنا التربوي، نحو توازن أفضل بين البعد التكويني للتقويم والجوانب المتعلقة بالمراقبة والإشهاد certification.
3. سياسة ترشيد النفقات، مما يعني الاستعمال الأقصى للموارد المالية الممنوحة من طرف الدولة، في ظل الظرف المالي الصعب الذي تعرفه البلاد
4. أخلاقيات القطاع: نعني بهذا، جعل ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية حقيقة ميدانية على المستوى المحلي، و محاربة الممارسات غير السليمة.
لقد عمل الجميع إلى ساعة متأخرة يوم أمس، في إطار هذه الورشات التي أردنا من خلالها، تمكين مديري التربية من كل المعلومات المتعلقة بالسياسة القطاعية والعمليات المبرمجة لهذه السنة، حتى يكون الجميع في نفس مستوى المعلومة. لقد كان الهدف، عشية هذه الجلسة العامة التي تجمعنا اليوم، هو الإعلام، المرافقة والضبط.
يسعدني رؤية الجميع مستعد لاستقبال هذا الموسم الدراسي الجديد، الذي سنشرف على انطلاقه بعد أيام قليلة.
وقبل أن أخوض في أهم ما ينتظركم خلال هذه السنة الدراسية 2018/2019، والذي تضمنه المنشور الإطار الذي تم توزيعه في شهر جوان حيث أنه يمثل ورقة الطريق السنوية بالنسبة للجميع، بما يتضمنه من محاور 10 و186 عملية، 46 منها، تم تنفيذها أو هي في طور التنفيذ. إذن، قبل ذلك، أريد أن أشيد بالمبادرات الإيجابية التي تم اتخاذها على المستوى المحلي، من طرف بعض رؤساء المؤسسات المدرسية: من تصليح الطاولات، تنظيف الأقسام، و طلاء المؤسسات…لقد أظهر أصحاب هذه المبادرات درجة عالية من الالتزام نحو المدرسة. هي مثل هذه الممارسات التي تعبر عن الحس المدني وسلوك المواطنة التي نحتاجها، اليوم.
ولن يفوتني أيضا، أن أتوجه بخالص عبارات العرفان لفاعلي القطاع وشركائنا لما بذلوه من جهود في سبيل تربية شبابنا وتكوينهم. واسمحوا لي أن أتوجه بتحية خاصة للمفتشين ورؤساء المؤسسات المدرسية والأساتذة، لما يقدمونه من تضحيات لضمان تربية وتكوين ذي جودة لأطفالنا، من أجل مستقبل بلادنا.
أيتها السيدات، أيها السادة
إلى جانب الأعمال والإجراءات المعتادة المتعلقة بأي استئناف لتمدرس التلاميذ، تتميز السنة الدراسية 2018/2019، التي سنشرف على انطلاقها الرسمي، في 5 سبتمبر، من ولاية معسكر، تحت شعار: ” لنجعل من العيش معا في سلام: مكسب و مبدأ تربوي و مواطني” – تتميّز هذه السنة الدراسية ، أقول، بالبدء في تنفيذ سيرورة مدرسة النوعية التي تطمح إليها جميع مكوّنات الجماعة التربوية والوطنية.
إن الارتقاء بالمدرسة عن طريق مؤشرات الجودة، هو بناء جماعي ونهج مؤسساتي تشاركي.
إن هذه النقلــــــــــة النوعيـــــــــــــة للمدرسة هي فعـــــــــــــــل مســـــــــؤول يجب عليـــــــــــــنا ضمــانه وتحملــــــــه قصـــــــــــــــــــد اندماج بلادنا في مجتمع المعرفة من خلال تثمين الرأس المال البشري. وتدخل جميع الإجراءات المتخذة، في هذا الصدد، في إطار السياسة التربوية المحسّنة، التي تستهدف دائما التعليم الابتدائي كمستوى ذي أولوية، بهدف الحفاظ على الإنصاف وتكافؤ الفرص لجميع الأطفال والوصول إلى تعليم نوعي ومناسب وفعال وشامل، متأصل في الجزائرياتية ومدعّم للنجاح المدرسي. على أن يتم تحقيق كل هذه الديناميكية من خلال التنفيذ المتضافر للركائز الثلاث (03) التي خرجت بها الندوتان الوطنيتان في جويلية 2014 و 2015، بشأن تقييم ودعم إصلاح المدرسة، الذي أطلقه رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، سنة 2003.
كيف يتجسد ذلك، هذه السنة الدراسية 2018/2019؟
أولا: مواصلة الجهود المبذولة في إطار التحوير البيداغوجي وتحسين حوكمة المدرسة. فطموح نظامنا التربوي في بلوغ أعلى معايير جودة التربية على المستوى الدولي، يظل هو المحفز الذي يسمح بتوجيه وتنفيذ وضبط القرارات والإجراءات في الميدان،
ثانيا: الحفاظ على ديناميكية الإصلاح بتثمين جهود أعضاء الجماعة التربوية الذين يسعون إلى جعل المدرسة مكانا للتعلم والازدهار لجميع الأطفال المتمدرسين، وتوظيف جميع الوسائل العملية لتحقيق الالتحاق بالمدرسة وتكريس الإنصاف والنجاح المدرسي.
ثالثا: تعزيز مكانة وأهمية التكوين حتى ندخل الاحترافية على ممارسات التعليم والتسيير، وجعلها في خدمة التلاميذ. فالاحترافية تتحقق عن طريق التكوين، انطلاقا من نظام وطني للمعيارية، تم تجسيده في المرجعية الوطنية للتعلم والتقييم والتكوين MARWATTT.
رابعا: تنشيط جلسات إعلامية حول إعادة تنظيم امتحان البكالوريا وامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي، بعد الوصول إلى إجماع مع جميع الفاعلين المعنيين.
أيتها السيدات، أيها السادة،
صحيح أننا نتمنى سنة دراسية 2018/2019 ناجحة، ولكن، حتى نحقق هذا، يجب أن يكون التحضير للموسم الدراسي الجديد جيّد. لذلك، نجاح السنة الجديدة يقع على عاتقنا جميعا. لذلك، قررنا تنصيب خلايا لمتابعة الدخول المدرسي:
– خلية على مستوى الإدارة المركزية تكلف بالتدخل تلقائيا لمعالجة أي نقص قد يسجل،
– خلية على مستوى كل واحدة من المفتشيتين العامتين، لاستغلال المعلومات التي تردها من المفتشين المكلفين بالمتابعة اليومية والتقييم المستمر للدخول المدرسي، في كل مقاطعة بيداغوجية.
أما فيما يخصكم، فالمطلوب منكم، زيادة على باقي الإجراءات التي تضمنها المنشور الإطار:
– وضع خلايا استقبال وتنشيطها على مستوى مديريات التربية والمؤسسات المدرسية، تستقبل التلاميذ وأولياءهم. إن هذه العملية تساهم في نجاح الدخول المدرسي من خلال التوجيهات والإرشادات المقدمة للتلاميذ وأوليائهم.
– تشجيع إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ (وفقا للمنشور رقم 216 المؤرخ في 20 فيفري 2014)
– إعلام الجماعة التربوية وتحسيسها عبر الفضاء الرقمي لنظام المعلومات المخصّص لأولياء التلاميذ.
إن تحسين القيادة البيداغوجية والإدارية لقطاع التربية يقتضي ضرورة توفير الوسائل البشرية والمادية اللازمة مع تكريس مبدأ المساءلة، حتى يتم الضبط والتحكم في تحقيق غايات المنظومة التربوية.
من هذا المنطلق، يجب تعزيز و دعم العمليات المرتبطة بالحوكمة، حتى نكرّس ثقافة مهنية جديدة تشكل قطيعة مع ممارسات الماضي. حيث يتمثل أحد أهم التحديات في كيفية تحسين المردود بالوسائل المالية المتوفرة. فإذا كانت الدولة توفر لنا الأهم، ينبغي أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة المتعلقة بترشيد النفقات:
– على مستوى المؤسسة المدرسية: كيف يمكننا تقليص فاتورة الكهرباء والماء مثلا، لمحاربة التبذير؟ كيف نحافظ على الأثاث المدرسي؟ كيف نضمن الصيانة بأقل تكلفة؟…
– في المجال البيداغوجي، يجب أن نتساءل حول كيفية التكفل الأفضل بصعوبات التعلّم للتقليص من التسرب المدرسي ونسبة الإعادة .
إن مديرية التربية، على المستوى المحلي، هي حلقة مهمة فيما يخص قيادة وتنفيذ السياسة التربوية. وهي تتوفر على تنظيم خاص يمكّنها من أداء مهامها:
1. ذراع إداري يتمثل في الأمانة العامة
2. ذراع بيداغوجي يتمثل في مجلس هيأة التفتيش.
وهنا، أذكّر أننا سننظم بعد غد، الأربعاء، ورشات تكوينية لفائدة الأمناء العامون لمديريات التربية، وفي اليوم الذي يليه، أي الخميس، محاضرة مرئية عن بعد، مع رؤساء المؤسسات المدرسية، لينظم بعد ذلك، ملتقى لفائدة مديري معاهد التكوين ورؤساء مصلحة التكوين بمديريات التربية.
وبالعودة إلى الحديث عن دوركم، أنتم مديرو التربية، أقول أنه من واجبكم:
– تعزيز سياسة الدولة في مجال تحسين الخدمة العمومية في قطاع التربية الوطنية وذلك، بالتكفل بانشغالات أولياء التلاميذ والمواطنين، وتبسيط الإجراءات الإدارية
– تعزيز دور هيأة التفتيش في كل ولاية وإثراء مخطط عملها، من أجل تحسين الممارسات البيداغوجية والإدارية بالتنسيق الوثيق مع المفتشية العامة والمفتشية العامة للبيداغوجيا
– تنظيم، بصفة منتظمة، لقاءات مع مديري المؤسسات المدرسية، للوصول إلى مناخ للتجنيد ولحل المشاكل التي قد تعيق السير الحسن للعمليات
– وضع حيز العمل، بروتوكولات تتصدى للوضعيات الطارئة: ظروف مناخية، ظهور أمراض…، والتي لها علاقة بالتعلمات وإدارة الوقت المدرسي قصد ضمان استمرارية الخدمة العمومية.
وإنني أؤكد على ضرورة الخروج إلى الميدان للاطلاع على حقيقة الأوضاع. كما أطلب منكم، تكذيب، بصفة تلقائية، المعلومات المغلوطة والإشاعات، إلى جانب العمل الوثيق مع المسؤولين المحليين لإيجاد الحلول المناسبة للإشكاليات التي قد تطرح.
أدعوكم لأخذ ما يلزم من وقت للتبادل والتشاور وتقاسم المعلومة، لأن مثل هذه الأمور تساهم في إنجاح الدخول المدرسي.
إن قيادة التغيير تتطلب أن تكونوا منشطين وأن تقوموا بدور قيادي. ينبغي أن يحل محل التسيير الإداري المحض، تسيير قيادي. وحتى يكون تقييم أدائكم موضوعيا وشفافا، نعمل حاليا على إعداد بطاقات للتقييم، تضم عددا من المعايير. هذه البطاقات ستسمح لنا ولكم بتقييم أدائكم وضبط عمليات المرافقة. هذا، وسيتم، أيضا، تصنيف المؤسسات المدرسية حسب معايير معينة، حتى يكون التعامل مع كل صنف بشكل ملائم.
نعم، بإمكاننا، بعملنا وبالتزامنا جميعا، ضمان نجاح هذا الموسم الدراسي الجديد 2018/2019 لكل الجماعة التربوية. وإن كان الرهان لا يقتصر على إنجاح الدخول المدرسي، بل مواصلة ديناميكية تصويب المدرسة.
سيستمر عملنا على مدار أكثر من 11 شهرا. ليقم كل واحد بعمله على أحسن وجه وبضمير مهني خالص. لنكون في خدمة تلاميذنا، في خدمة الجزائر. إن الطفل الذي سنتكفل بتعليمه هو أمانة في أعناقنا، هذا الطفل سواء كان متكاسل أو مشاغب، ذكي أو متوسط، لطيف أو صعب التعامل معه، قد يكون مستقبلا، مهندس، مقاول، فنان أو خبير مشهور.
لنلتزم جميعا بجعل السنة الدراسية 2018/2019، سنة مستقرة، سنة للعمل والمواطنة لجعل المدرسة في خدمة تلاميذها ونجاحهم. سنة دراسية ناجحة للجميع. تحيا المدرسة الجزائرية. تحيا الجزائر”.