أشرفت معالي وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريت، يوم الثلاثاء 15 ماي 2018 بولاية تلمسان، على اختتام فعاليات أشغال الورشة الوطنية حول المرجعية الوطنية للتعلمات والتقويمات والتكوين”MARWATTT” في مجال اللغات، التي انطلقت يوم الاحد 13 ماي 2018، وذلك بحضور السيد والي الولاية، رئيس المجلس الشعبي الولائي وبرلمانيين. تم خلال هذه الورشة تقديم التقارير الخاصة بالمرجعية الوطنية للغتين الوطنيتين العربية والامازيغية، واللغتين الاجنبيتين، الفرنسية والانجليزية، التي شاركت في اعدادها لجان متخصصة تابعة للمجلس الوطني للبرامج. وجاء تنظيم هذه الورشة بعد سلسلة من الورشات الوطنية المنظمة في عدد من ولايات الوطن (سعيدة، بسكرة، عنابة، الجزائر، غرداية، خنشلة).
وقد كان للسيدة الوزيرة كلمة، استهلتها بعرض العمليات التي باشرتها وزارة التربية الوطنية منذ 2014، من خلال فحص دقيق للممارسات التعليمية، مستندة في ذلك على:
• النتائج المحصل عليها في امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي وامتحان شهادة التعليم المتوسط، حيث قام مختصون من قطاع التربية الوطنية وقطاع التعليم العالي، بتحليل الفروق écarts وتفسير أسباب الاختلالات المسجلة.
• النتائج التي حصّل عليها التلاميذ الجزائريون في مختلف المنافسات الدولية: برامج تقييم، أولمبياد…
• نتائج الاستشارة الوطنية حول ممارسات التقييم والتي شارك فيها أكثر من 95% من أساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط.
وأشارت السيدة الوزيرة في كلمتها أن تصور نظام وطني جزائري للمعايرة standardisation يهدف الى تحسين أداء التلاميذ والمردود العام للمدرسة، على ضوء مؤشرات جديدة تهتم أكثر بالجوانب النوعية. من هنا، جاءت فكرة اعداد مرجعية وطنية للتعلمات والتقييم والتكوين MARWATTT، تستند على وثائق رسمية تؤطر الإصلاح المدرسي: القانون التوجيهي للتربية الوطنية، المرجعية العامة للمناهج والدليل المنهجي للبرامج. وان MARWATTT تأتي لتضاف الى كل هذه المرجعيات، بحيث أنها تحدد المعايير الوطنية لعملية التعليم والتعلّم، لتكوين مواطن جزائري قادر على توظيف مكتسباته المدرسية في تنمية بلاده.
وأضافت السيدة الوزيرة أن MARWATTT، ترتكز على 3 أبعاد:
الأول، يستجيب لحاجة ملحة، تتمثل في ضرورة التكفل العملي، من الجانبين العلمي والبيداغوجي، بالتوصيات البيداغوجية التي خرج بها إطارات التربية وممثلو مختلف الدوائر الوزارية والشركاء الاجتماعيون المشاركون في الندوات الوطنية،
الثاني، هو عبارة عن مجموعة من المرجعيات العامة التي تحدد الكفاءات التي ينبغي على التلميذ اكتسابها في التعلّمات الأساسية: اللغة العربية، اللغة الأمازيغية، الرياضيات، العلوم التجريبية والاجتماعية، واللغات الأجنبية، وما يرافقها من مرجعيات للتقييم.
الثالث، هو مرجعية عامة للكفاءات المهنية والتي يجب مراعاتها في كل عملية تكوين لفائدة موظفي القطاع.
أما عن تنفيذ MARWATTT، فأوضحت السيدة الوزيرة أنه يتم بالرجوع إلى مختلف المنشورات التي تم تحضيرها منذ 3 سنوات، تتمثل في موارد بيداغوجية ومنهجية (أدلة، مختارات أدبية مدرسية، حافظة معلومات portfolio، ورقة طريق…) في تعليمية المواد والسياسة التربوية، في قيادة المؤسسات، الوساطة في الوسط المدرسي… إن الهدف من كل ذلك، هو التحضير فكريا وعلميا وبيداغوجيا، للانتقال إلى مدرسة الجودة التي يستحقها أطفالنا، والتي أصبحت مطلبا شعبيا ومؤسساتيا.
فيما يخص الفئات المستهدفة والمعنية ب MARWATTT حصرتها السيدة الوزيرة في المكوّنِين على مستوى المفتشية العامة، معاهد التكوين، الأساتذة، معدّو البرامج المدرسية والكتب المدرسية ومعدّو مواضيع الامتحانات الوطنية.
واختتمت السيدة الوزير كلمتها بالتوضيح أن الأمر لا يتعلق، لا بتغيير في البرامج، ولا بتغيير في الكتب المدرسية، بل يتعلق الأمر بتركيز الجهود على منهجيات التعليم، التعلّم والتقييم من خلال إعداد مجموعة من الوثائق المرجعية في الآجال التي تم تحديدها في مخطط عمل الوزارة للسداسي الأول من سنة 2018 (مرجعيات التعلمات، مرجعيات التقييم ومرجعيات التكوين، في مختلف مجالات التعليم). وكل هذا، تضيف السيدة الوزيرة، من أجل الذهاب نحو تعلّمات تدرجية في الكفاءات الأساسية: فهم المكتوب، الثقافة العلمية والثقافة الرياضية والكفاءات الضرورية التي ستمكّن تلاميذنا من العيش والنجاح في العالم الحديث.