أشرف معالي وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، رفقة زميلته في الحكومة، معالي وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، السيدة هدى فرعون، على الإحتفال بيوم العلم المصادف لـ 16 أفريل من كل سنة، والذي تم بمناسبته توزيع الجوائز على التلاميذ الأوائل المشاركين في تظاهرة كتابة الرسائل البريدية لسنة 2019 الموجهة للشباب الأقل من 15 سنة، والتي تدخل في إطار التظاهرة الدولية التي ينظمها المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي لكتابة الرسائل والتي تزامنت مع ذكرى إحياء يوم العلم، وهي الذكرى التاسعة والسبعون لرحيل رائد الحركة الإصلاحية بالجزائر، العالم الفذ، العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله وطيّب ثراه.
بهذه المناسبة، ألقى السيد الوزير كلمة، استهلها بالتنويه على أهمية مشاركة التلاميذ في المسابقة والتي َتُعدّ وسيلة ممتازة من أجل تطوير قدرات الشباب في فن كتابة الرسائل، هذه الأداة التي، فضلا عن مساهمتها في تطوير قدراتهم التعبيرية واللغوية، فهي تسعى إلى استرجاع قيمة الرسالة البريدية كأداة تواصل بين الأفراد والأسر والجماعات، ووسيلة تعارف وتشارك واقتسام.
ليضيف السيد الوزير، أن جعل ذكرى رحيل الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله عيدا نحتفي فيه بالعلم والعلماء، وتقليدا وطنيا نرسّخ به حب العلم والتفاني في طلبه لدى الناشئة.
فالاحتفال بهذه الذكرى إذن، له أكثر من دلالة. فهو يعبّر عن عرفان لشخص الشيخ عبد الحميد بن باديس، الرجل الرمز الذي كرّس حياته – رغم قصرها- للذود عن قيم المجتمع والمحافظة على شخصيته وكيانه والتمسك بعناصر هويته؛ حيث كانت جهود الشيخ ابن باديس وجمعية العلماء المسلمين وكل مناضلي الحركة الوطنية منصبّة على مواجهة مخططات الاستعمار الساعية إلى مسخ الشخصية الوطنية لدى أفراد الشعب الجزائري الأبي وهدم كيانه ومقوماته وبخاصة لغته العربية ودينه الإسلامي الحنيف اللذين حافظ الشعب الجزائري بفضلهما ورغم الداء والعداء على هويته الثقافية وعناصره الجوهرية لبنائه الوطني.
وإن الاحتفال بهذه الذكرى يُعدّ، كذلك، اعترافا بقيمة العلم والعلماء وتكريسا لها. فالجزائر، دولة وشعبا، قد أولت على الدوام، وما فتئت، مكانة مرموقة لتربية النشء والمعرفة، باعتبارهما قيمة إيجابية، وعاملا للتحرر والانعتاق من نيّر الأمية والجهل والتخلف، لحتى أضحى طلب العلم والسعي وراءه واجبا شرعيا وعملا تحيطه هالة من القدسية. يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله:”قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، صدق الله العظيم.
أما فيما يخص مسار إصلاح المنظومة التربوية، فقد أكد معالي الوزير، على أنه سيقوم بإرساء تصور جديد لتربية النشء، ينطلق من مقومات المجتمع وقيمه الأصيلة التي تبلورت خلال مسيرته التاريخية الطويلة، وتحتضن القيم والمبادئ العالمية المكرسة في المواثيق الدولية والأعراف العالمية، لتجعل من متخرج المدرسة الجزائرية مواطنا صالحا، متجذرا في أصالته، متفتحا على عالم عصره، قادرا على التأثير فيه بما يخدم الإنسانية جمعاء. وستكون الأعمال التي سيُشرع فيها روافد نعزز بها الإصلاح في مساره الطويل والشاق. لا سيما ما تعلق بالتجديد المنهجي والتأصيل للهوّية، وتعزيز القدرات المهنية من أجل رفع مستوى أداء المدرسين، وتحسين أساليب التسيير. كما سيعمل على خلق حركية إيجابية تبقى مميزة لمنظومتنا التربوية الوطنية، منظومة تربوية ترنو إلى الرفع من مستوى أدائها وترقية ممارساتها وجودة نتائجها، مجسدة بذلك التزاماتها الدولية، في إطار أهداف التنمية المستدامة، لضمان
تربية جيدة، منصفة وجامعة، مع تعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، وتُنافس بذلك المنظومات التربوية في العالم المتقدم.
بعد كلمة كل من السيد وزير التربية الوطنية والسيدة وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة ، شرع في حفل تسليم الجوائز للتلاميذ الفائزين، ليتم في الختام الكشف عن الطابع البريدي الذي أصدرته وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بمناسبة يوم العلم.