شاركت وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريت، بمعية وفد وزاري مشترك بتونس (قرطاج) يوم 21 ديسمبر 2018 في لقاء إقليمي نظمه البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا MENA. حيث استهلت أشغال هذا اللقاء بكلمة إفتتاحية وترحيبية من طرف السيد رئيس الحكومة للجمهورية التونسية، السيد يوسف الشاهد،
ليتم بعد ذلك، وبمناسبة هذا اللقاء، إستقبل رئيس الجمهورية التونسي الوزراء المشاركين وكذا المسؤولين الجهويين للبنك الدولي.
خصصت الفترة الصباحية الأولى لعرض تقريرين من طرف أعضاء من مجموعة البنك الدولي، حول التنمية في العالم 2019، وكذا الإطار الجديد للتربية في المنطقة.
خلال الفترة الثانية، تم تنظيم مائدتين مستديرتين حول موضوع بناء رأس المال البشري، أين شهد تدخل العديد من الوزراء المغاربة، بما فيهم وزراء التربية.
من جانبها، أشارت معالي الوزيرة، بإيجاز في هذا الإطار، إلى مختلف المراحل التي مر بها النظام التربوي في أعقاب الاستقلال، تم ترسيخ الأهداف المخصصة للتربية مع ديمقراطية التعليم واضفاء البعد الجزائرياتي للمنظومة التربوية مما أدى إلى خلق حركية اجتماعية حقيقية داخل المجتمع.
أعطت الإصلاحات التي بدأت سنة 2000، التي أجريت في سياق مختلف جذريا، تحديات: نوعية التعلم والضرورة للتكيف مع الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة التي تتطلب كفاءات حياتية تسمح للمواطنين في المستقبل الدخول في عالم الشغل.
العمليات الكبرى الحالية ممثلة في عمليات الإصلاح الذي بوشر فيه منذ سنة2003، ويقوم أساسا على المعرفة المفصلة لقطاع التربية من خلال الندوتين الوطنيين اللتين تم تنظيمهما في جويلية سنتي 2014 و2015، التحقيق الوطني حول الاف النسخ امتحانات الرسمية من طرف جامعيين ومتخصصين في التربية، والتحقيق المباشر لغالبية المدرسين ونتائج الأداء المدرسي في الاختبارات الدولية PISA التي شاركت فيه الجزائر سنة 2015 سهلت إبراز مجموعة من الإشكاليات الناتجة عن الاصلاح الذي بوشر فيه منذ سنة 2003 .
أدى هذا التشخيص لتحديد جملة من الأولويات من خلال التحوير البيداغوجي في المرحلة الإلزامية، وتحسين الحوكمة (بما في ذلك الشفافية من خلال الرقمنة)، مصحوبا أيضا بالإجراءات الدائمة المتخذة بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين التي أدت إلى التوقيع على ميثاق أخلاقيات قطاع التربية وكذا التكوين كأداة استراتيجية احترافية للهيئة البيداغوجية. وقد رافقت هذه العملية بأكملها بعمليات إعادة كتابة البرامج، وإعداد كتب مدرسية جديدة، وتحسين نظام التقويم من خلال إنتاج خطط التعلم والمراقبة المستمرة.
أثمرت هذه العمليات بإعداد إطار منهجي ومفاهيمي للفهم المكتوب منظم على شكل إطار مرجعي عام وعلى شكل إطار مرجعي لكل مادة تعليمية، موسوم بالمصطلح MARWA (TT)²
أكد تدخل معالي الوزيرة على وجود البدائل التربوية والتعليمية في اتجاه ترسيخ تعلمات ذات جودة. إن التوترات الأربع التي أشار إليها تقرير البنك الدولي، والمشخصة أيضا من طرف وزارة التربية الوطنية من خلال مختلف التقييمات ، تشهد بداية ديناميكية حلول من خلال وضع حيز تنفيذ أجهزة التحسين. للتذكير أن التوترات الأربع التي تم تحديدها من طرف البنك الدولي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تتمثل في : المؤهلات والكفاءات، المواد والفكر النقدي، المراقبة والاستقلالية، والتقاليد والحداثة.