باسم فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة وتحت رعايته السامية، أشرف معالي الوزير الأول، السيد أحمد أويحى، يوم الأربعاء 25 جويلية 2018، على الساعة العاشرة (10 سا) صباحا، على فعاليات حفل تكريم المتفوقين في امتحان شهادة الباكالوريا دورة 2018، أين تم تكريم 68 متفوقا، من ضمنهم 9 متفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، بحضور كبار المسؤولين في الدولة و كذا أعضاء من الحكومة. هذا، وقد قلد معالي الوزير الأول التلاميذ المتفوقين الثلاثة الأوائل مداليات، الى جانب المتفوقين في مختلف الشعب. أما باقي المتفوقين فقد كرموا على التوالي من طرف رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد السعيد بوحجة، رئيس المجلس الدستوري، السيد مراد مدلسي، و أعضاء من الحكومة، السادة: وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريت، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيدة الطاهر حجار، وزيرة التضامن الوطني والاسرة وقضايا المرأة السيدة غنية اداليا، وزير التكوين والتعليم المهنيين، السيد محمد مباركي.
التلاميذ المتفوقون الثلاثة الأوائل وطنيا:
1- بودينة صبرينة ايمان 18.95 (الجزائر شرق)
2- هويدي اية 18.91 (الوادي)
3- لعريبي ثابت 18.91 (تندوف)
المتفوقون الأوائل حسب الشعب:
– شعبة الرياضيات: بن حليمة أحمد يوسف 18.88
– شعبة تقني رياضي: باش ندى 18.85
– شعبة تسيير واقتصاد: كواش نوال 17.72
– شعبة لغات اجنبية: ماجوج امال 17.15
– شعبة اداب وفلسفة: خلاف نور الهدى 16.75
خلال مراسم التكريم، القت السيدة وزيرة التربية الوطنية كلمة، فيما يلي نصها:
“يسعدني أن أتوجّه إليكم جميعا بأجمل عبارات الترحيب في هذا الحفل الكريم. لقد أصبح هذا الحفل، المنظّم تحت الرعاية السّامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، تقليدا راسخا وموعدا هاما بالنسبة للناجحين الأوائل في امتحان البكالوريا، ومحطة نقف فيها على ما حققناه من نتائج وقطعناه من أشواط.
وفي هذا المقام، لا يسعني إلا أن أتوجّه – باسم كل أفراد الجماعة التربوية – بأصدق عبارات الشكر للسلطات العليا للدولة، التي شرّفتنا بحضورها هذا الحدث السنوي الذي نحتفي فيه، بالاستحقاق وامتياز الشباب الجزائري، هذا الشباب المزدهر، الحاضر، بقوة، في الطبعة الثالثة للألعاب الإفريقية للشباب التي تحتضنها الجزائر، في هذه الأيام.
إن حضوركم هذا الحفل له دلالة كبيرة. فهو يترجم العناية التي تحظى بها التربية والمكانة التي تحتلها في نفوسنا وفي سياسة الحكومة الجزائرية.
أيها الضيوف الكرام،
إن السنة الدراسية 2018/2019، ورغم الاضطرابات المحدودة التي تم تسجيلها، تشكّل مرحلة جديدة في إطار تحقيق الأهداف الرامية إلى بناء مدرسة الجودة، المتفتّحة على حركة الرقي والحداثة.
إن موظفي القطاع، من أساتذة ومؤطرين وإداريين وعمال مهنيين، يثبتون لنا – كل يوم – أن الأمل قائم لتحسين مردود مدرستنا والارتقاء بها إلى المستويات العالمية، وذلك من خلال تجنيدهم المثالي وسعيهم الدائم لتحسين أدائهم وتكوينهم.
إن عزمنا على تسوية المشاكل الاجتماعية-المهنية، بالتشاور مع شركائنا الاجتماعيين، يبقى كاملا، كما هي قناعتنا في أن الحوار الاجتماعي يظل السبيل الوحيد لحل النزاعات وإزالة سوء الفهم الذي قد ينجم عن بعض الإجراءات المتخذة. وفي المقابل، نقول أنه من الضروري أن يصبح الدفاع عن المدرسة العمومية، المجّانية والنوعية، قضية الجميع و مسألة يلتّف حولها كافة أفراد الجماعة التربوية، بل و جميع القوى الحيّة للأمة.
نعم، أعلم
– أن النتائج ليست في مستوى تطلعاتنا…تطلعاتكم
– وأن وتيرة التغييرات لا تزال بطيئة.
ولكن، لا يخفى عليكم:
– أن الاضطرابات المتكررة تنعكس سلبا على المناخ المدرسي
– أن زمن التربية، هو زمن طويل وأن الإجراء الذي يتم اتخاذه اليوم، لن يعطي ثماره إلا على المدى المتوسط والبعيد
– وأن الطابع المعقّد للقطاع يتطلّب تسيير محكّم ومنهجية خاصة.
كلنا يعلم:
– أن للتربية أربع غايات أساسية: تعليم التلميذ كيف يتعلّم، كيف يكون، كيف ينجز وكيف يعيش مع غيره
– أن التربية ينبغي لها أن تحضّر التلميذ للحياة الجماعية وجعله يدرك أن الحرية والمسؤولية متلازمتان
– أن التربية ينبغي لها أن تكوّن مواطنين قادرين على المبادرة والإبداع والتكيّف
– أن الدولة تضمن التعليم العمومي للجميع باعتباره ملكية مشتركة.
ما الذي نقوم به، حاليا؟
إننا نعمل، في إطار تحسين تنفيذ إصلاح المنظومة التربوية الذي أقرّه فخامة رئيس الجمهورية، على:
1. مواصلة الجهود لتحقيق التحوير البيداغوجي الذي يجعل من التلميذ محور عملية التعليم والتعلّم، حتى يتمكّن كل واحد من بناء مشروعه الشخصي
2. إقامة أطر جديدة لتحسين أداء المدرسة الجزائرية، مواكبة للتطوّر الحاصل في العالم، في المجال العلمي، التكنولوجي والثقافي، وذلك من خلال إعداد مرجعيات تهدف إلى تحسين مستوى التلاميذ في الرياضيات، الثقافة العلمية وقراءة وفهم المكتوب، مع تحديد مستوى الكفاءات التي ينبغي للتلميذ التحكّم فيها وفق معايير معترف بها عالميا.
3. تصوّر أدوات للتعلّمات وللمعالجة البيداغوجية وخاصة التكوين الذي ينبغي ألا يقتصر على الجوانب النظرية، بل يجب أن يعالج وضعيات مطروحة فعلا في الميدان. من هذا المنطلق، قامت وزارة التربية الوطنية بوضع نظام وطني للتقييس، تم تسميته المرجعية الوطنية للتعلّم والتقييم والتكوين (MARWATTT)
4. الحفاظ على الديناميكية التي أصبحت تشهدها أنماط التسيير، تحقيقا للإنصاف والتسيير الجواري والتشاور، حيث ينبغي أن تكرّس الحوكمة في قطاع التربية، شفافية أكبر، إدماج أوسع وشعور أكبر بالمسؤولية. لذلك، كان الانشغال باعتماد تكنولوجيات الإعلام والاتصال من خلال وضع النظام المعلوماتي للتربية الوطنية، ليكون التخطيط أحكّم والتسيير أنجع.
لماذا نقوم بكل هذا؟
1. لأننا لدينا طموح، هو طموح كل المجتمع، الطموح في الارتقاء بأداء مدرستنا وتحسين جودتها للوصول إلى أعلى مستويات التأهيل العلمي والتكنولوجي لأطفالنا
2. لأننا نؤمن بكل القيّم التي يتقاسمها مجتمعنا والتي يستمد منها بعده ومكانته بين الأمم، والتي تجسّدها (جزائريتنا)
3. لأننا ندرك أن شباب، اليوم، بحاجة لكفاءات القرن 21 حتى يمكنهم منافسة غيرهم في عالم تميزه العولمة.
أيها الجمع الكريم
اليوم، نكرّم الناجحين الأوائل في امتحان البكالوريا، في مختلف الشعب والفئات. إننا نحتفي، اليوم، بالناجحين الذين تميّزوا بعملهم الجاد في هذا الامتحان الذي يتوّج الدراسة بالطور الثانوي ويسمح بالالتحاق بالتعليم العالي.
اليوم، ونحن نشعر بهذه الفرحة المشروعة لتكريمنا الطلبة النجباء الذين تميزوا بحصولهم على نتائج جيدة في امتحان البكالوريا، لا ننسى كل من فارق هذه الحياة من إطارات التربية التي تجندت لإنجاح هذا الامتحان والمترشحين الذين عملوا طول السنة، ولكن لم يكتب لهم مشاركتنا هذه الفرحة، مثال تلك الأستاذة من (قمار) بولاية الوادي، التي توفيت في حادث مرور وهي في طريقها لمركز التصحيح، أو ذلك الطالب الذي مات غرقا قبل أن يعرف أنه نجح في البكالوريا. فلتتقبل عائلات كل هؤلاء، تعازينا الخالصة وأصدق مشاعر التضامن والمواساة.
أيها الجمع الكريم،
إن تطوّر نسبة النجاح في البكالوريا قد يبدو بطيئا، ولكنه في تحسن مستمر، وهذا بدون نظام إنقاذ، كما هي الحال في بلدان أخرى. وحتى نتمكّن من تقدير مستوى التقدّم حق قدره، أدعو الجميع للرجوع أكثر من عشر سنوات للوراء. حيث كانت نسبة النجاح الوطنية في البكالوريا، سنة 2000، 32,3%. وهي اليوم، نحو 56%. إن أملنا كبير في أن تتحسن النتائج أكثر فأكثر في السنوات المقبلة، لأن تلاميذنا أذكـــــــياء، يكفي أن نرافـــقهم حتى يــــؤمنـــــوا بـقــــدراتـــهم ويذهبوا إلى أقصى ما يمكن أن تسمح لهم امكانياتهم بالوصول إليه.
ومع ذلك، يجب تقييم النتائج المحصل عليها عند نهاية كل دورة، والوقوف على سير الامتحانات على العموم، حتى نصحح ما يجب تصحيحه. وهذا تحديدا ما قمنا به يومي 18 و19 جويلية، بثانوية الرياضيات بالقبة، حيث نظّمنا الورشات الأولى للتقييم.
إن الورشات الكبرى للجزائر الناشئة ستتم على أيديكم أنتم – أبنائي وبناتي، إطارات المستقبل. إن جانبا من مسؤولية بناء بلدنا الحبيب، الذي نريده أكثر ازدهارا وإشعاعا بين الأمم، يقع عليكم. يجب أن تدركوا حجم مسؤوليتكم في تشييد جزائر موحّدة أكثر من أي وقت مضى، جزائر أكثر تطوّرا ورخاءً، وهي تملك كل الموارد التي تــؤهلها لتحقيق ذلك، منها خاصة، ثـــروة الشباب. وفي المقابل، عليكم تجنّب التصرفات المنحرفة وفساد السلوك الذي قد يرهن مستقبلكم.
أيتها السيدات، أيها السادة،
إذا كان النجاح في البكالوريا يرجع إلى ما بذله الطالب من جهد وعمل، إلا أن الفضل في ذلك، يعود، أيضا، لكل الدوائر الوزارية والمؤسسات، التي رافقتنا خلال كل مراحل سير الامتحانات الوطنية. كما يرجع لكل الفاعلين في قطاع التربية: من إطارات مركزية إلى موظفي التفتيش المسؤولين عن نوعية المواضيع، مرورا بالمصالح المعنية بمديريات التربية ورؤساء مراكز الإجراء في الواجهة يوم الامتحان، والموظفين التقنيين والعمال المهنيين، دون أن ننسى، بطبيعة الحال، الأساتذة الذين يضمنون الحراسة والتصحيح. لذلك، أريد أن أقف وقفة تقدير وعرفان لكل من ساهم من قريب أو من بعيد، في إنجاح الامتحانات الوطنية لا سيما امتحان البكالوريا، وكان له دور في تحقيق هذا النجاح الجماعي. دون أن ننسى، بطبيعة الحال، المساهمة الفعّالة للأولياء. فمن المعلوم أن النجاح المدرسي للطفل مرهون بدرجة كبيرة، بالمرافقة والدعم الذي تقدّمه الأسرة، باعتبارها الخلية القاعدية الأولى للتربية.
وسنواصل العمل، مستقبلا، على تحسين ظروف إجراء البكالوريا والامتحانات الوطنية الأخرى من حيث الأهداف الواجب بلوغها والكفاءات التي ينبغي تحقيقها والنفقات التي يتحتم علينا ترشيدها.
سنعمل كل ما نستطيع من أجل تحسين النتائج على أساس الاستحقاق والجدارة. ولتحقيق ذلك، سنجري عمليات التقييم الضرورية، بالتشاور مع كل شركائنا، فالبيداغوجيا هي الإطار الوحيد لتدخلنا ونجاح أبنائنا هو في صميم اهتمامنا.
في الختام، أتوجّه لكل الناجحين في الامتحانات الوطنية وخاصة البكالوريا بأصدق التهاني، مجدّدة عبارات الشكر لكل من رافقنا وساهم في هذا النجاح الجماعي”.