– السيد المدير العام للمنظمة العربية للتربية، والثقافة والعلوم،
- السيد رئيس المجلس التنفيذي،
- السيد الأمين العام للمجلس التنفيذي والمؤتمر العام،
- أصحاب المعالي والسعادة، رؤساء الوفود،
السيدات والسادة الحضور الكرام،
صباح الخير،أزول فلاون
بداية ، اسمحوا لي أن أعبر لكم عن سعادتي لوجودي بينكم اليوم، على أرض تونس الشقيقة، لأمثل بلدي في الدورة الثالثة والعشرين (23) للمؤتمر العام لمنظمتنا، وأنقل لكم تحيات الجزائر، رئيسا وحكومة وشعبا. ولا يفوتني، بهذه المناسبة أن أعـبر بـــــــهــذه المنــاسبـــة السعـــيــــدة، أن أتقــــدم بأســــمى عبـــارات الشــــكر
و الامتنان، لما حظينا به من حسن الإستقبال و كرم الضيافة منذ حلولنا بهذا البلد الطيب.
والشكر موصول إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة، والعلوم على الجهود المبذولة لتسهيل عمل الوفود المشاركة و إنجاح أشغال هذه الدورة للمؤتمر العام. كما يطيب لنا أن نهنئ المملكة العربية السعودية الشقيقة، على رئاستها هذه الدورة . آملين أن تشهد وكلنا ثقة وأمل في أن تشهد منظمتنا حركية جديدة خلال فترة رئاستها ، مما يسمح لنا ببلوغ الأهداف المنشودة.
أيتها السيدات، أيها السادة،
ها نحن، إذا، نجتمع بدولة المقر، تونس الشقيقة، التي أختيرت إحدى مدنها ” مدينة صفاقص، لتكون عاصمة للثقافة العربية 2016 “. بعد أن حظيت إحدى أعرق مــــدن الجزائــــر، وهي مدينة قسنطينــــة، بشـــرف تنظيـــــــم
هذه التظاهرة الثقافية المتميزة، السنة الماضية2015. و بصدد الحديث عن “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015” لا يسعني- بإسم الجزائر- حكومة و شعبا- إلا أن أشيد بالتعاون المثمر و المساهمة المتألقة لمختلف الدول العربية المشاركة التي ساهمت بشكل إيجابي و فعال في في إنجاح، فعاليات هذا الحدث الثقافي الكبير، و إننا نتمنى لمدينة كل التألق في تنظيم تظاهرتها الثقافية. صفاقص بدورها، كل النجاح في تنظيم هذه لتظاهرة الثقافية الكبيرة
أيها الجمع الكريم،
إننا نجتمع للوقوف على إنجازات المنظمة وتقويم عملها، مجددين عزمنا في مواصلة العمل العربي المشترك في مجالات التربية والثقافة والعلوم، حتى نرسم مع بعض مستقبل أجيال أمتـنا العربية .
وبعد أن تشرفت الجزائر برئاسة أعمال الدورة العادية السابقة والدورة الاستثنائية لمؤتمرنا العام، فإنني أريد أن أجدد التأكيد على الأهمية الاستثنائية للدورتين السابقة والحالية، لأنهما في نظرنا يستكملان إثراء مناقشة الإطار العام للخطة الإستراتيجية المستقبلية لعمل منظمتنا العربية للفترة من 2017 إلى 2022 ؛ خاصة وأن الدورة الماضية قد شكلت انطلاقة جدية لتجسيد مشاريع هادفة، مبنية على برامج تتميز بالواقعية والعقلانية، والمنهجية المضبوطة.
وقد اعتبرنا الخطة، منذ ذلك الوقت، مبادرة حميدة ومسارا استشرافيا يستحق الثناء، لأنها تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة لمجالات تدخل منظمتنا.
أيتها السيدات، أيها السادة،
إن عالـــــم اليـــــوم ، يشهــــد تحـــــولات سريعـــــة بحكــــم التطـــور الكبيــــر للعــــلم
و التكنولوجيا، و ما نتج عنه من تغيرات في المجتمعات المعاصرة لذلك وجب علينا – بكل جرأة ومسؤولية- ألا نتردد في مراجعة منظوماتنا الفكرية والتربوية والعلمية؛ وذلك بما يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع التحولات الراهنة و المستقبلية ، وأكثر استجابة لمتطلبات العصر؛ ومن ثم، أكثر قدرة على المنافسة.
مما يفرض علينا العمل ضمن الرؤية الجديدة للتربية في أفق الخمس عشرة (15) سنة المقبلة ، كما تمت صياغتها من اليونسكو و ضمن أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030 التي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة، مع الإهتمام بــ:
- ضمان تعليم نوعي ذي جودة؛
- تكوين روح النقد لدى أطفالنا؛
- رد الاعتبار للتعليم التقني والمهني؛
- التحكم في اللغات؛
- تنمية الحس المدني، وروح التسامح؛
- التوعية بخطورة التغيرات المناخية.
أيتها السيدات ، أيها السادة،
إننا واعون بأن أهم التحديات، التي لازالت تواجه شعوبنا العربية اليوم، تخص المجال التربوي.
لذلك جعلت الجزائر تربية أبنائها منذ الإستقلال إلى اليوم في صلب إهتمامها فسخرت قسطا وافرا من مواردها و ثرواتها الوطنية لإنماء و تطوير قطاع التربية الوطنية الذي حظي و لا يزال بالأولوية حتى أن التقرير عن الحق في التعليم بالجزائر الذي قدم في الدورة التاسعة والعشرين(29) لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، لسنة 2015 ، أشاد صراحة، بالجهود التي بذلتها الجزائر ووصف تطبيق الحق في التعليم بالجزائر بأنه “يستحق التنويه”، من خلال تحقيق أهداف التربية للجميع لليونسكو، وأهداف الألفية للتنمية.
أيها الجمع الكريم،
إيمانا منا بأهمية عمل المؤسسات، وطنيا ودوليا، عملنا على إثراء المرجعيات القانونية لمنظمتنا، والمشاركة في عملية إعادة هيكلتها وتحيين آليات نشاطها، بما يضمن لها فاعلية أكبر ومردودية أحسن والقدرة على التكيف مع المتغيرات الدولية.
لدينا الثقة الكاملة في منظمتنا، والقناعة التامة بقدرتها على تجاوز كل الصعوبات، شريطة أن تتضافر كل الإرادات المخلصة، وتعتمد على الكفاءات المقتدرة.
كما يبقى أملنا معقودا على أن تظل منظمتنا قادرة على مواجهة الإعتداءات على مقدساتنا في فلسطين، وما تتعرض له المواقع الأثرية و الثقافية، المصنفة كتراث عالمي في وطننا العربي.
وفي الختام، نتمنى النجاح لأشغالنا، والتوفيق لمنظمتنا التي أصبحت اليوم تتوفر على رؤية إستشرافية طموحة ، كما نتوجه بالشكر والتهنئة إلى كل القائمين على المجلس التنفيذي، والمؤتمر العام على جهودهم المبذولة.
كما يسرنا تجديد التهنئة بإفتتاح المقر الجديد للمنظمة ، و أن ننقل رئاسة الدورة للمملكة العربية السعودية.
و شكرا.