ألقى معالي وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة مداخلة صباح يوم الخميس 14 نوفمبر 2019، خلال جلسة مناقشة السياسة العامة للدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو المنعقد بباريس، فرنسا.
هذا، ولقد ركز السيد الوزير في مداخلته، بعد أن نقل تحيات واحترام الجزائر حكومة وشعبا إلى منظمة اليونسكو، على أن الجزائر قد قطعت شوطا معتبرا في مجال تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، يعكس حرص الدولة على حصول جميع المتعلمين على تعليمِ ذي جودةِ في جميع المستويات، وهذا ما تضمّنه التقرير الوطني الطوعي لهذه اللجنة بعنوان 2019، والذي تم عرضه في أشغال المنتدى العالي المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي المنعقد بنيويورك في 16 جويلية 2019.
بخصوص أداء منظومة التكوين الوطني أشار السيد الوزير أن الجهود لاتزال متواصلة لتطوير أداءها من أجل تجويد عروض التكوين وجعلها مواكِبةً لعالم المعرفة وسوق العمل ونتيجة لذلك، تم استحداث البكالوريا المهنية كشهادة يُختتم بها المسار المهني للمتعلم، كما شُرع في مراجعة القانون التوجيهي للتعليم العالي بهدف إرساء نموذج جديد متكامل للجامعة الجزائرية كحاضنة للإبداع والابتكار.
في مجال الثقافة، سجلت السيد الوزير ارتياح وتقدير الجزائر احتضانها بالتعاون مع اليونسكو، لمقر المركز الإقليمي من الفئة الثانية لرعاية وخدمة التراث غير المادي لإفريقيا، كمركز إشعاع لحماية التراث الثقافي اللامادي، يُرسّخ دور اليونسكو في صون التراث الثقافي والطبيعي والمحافظة عليهما.
وفيما يتعلق بالإعلام والاتصال، أشار السيد الوزير على أن تعزيز حرية التعبير والصحافة يشكل أولوية بين اهتمامات الدولة الجزائرية، فبالإضافة الى المكتسبات المحققة في هذا المجال، فان الجزائر مُقبلة على تكييف منظومته القانونية، بما يعزّز أداءها ويُحقِقُ الاستجابة لتطلعات شعبنا في مرحلة واعدة تُوّطد لممارسة ديمقراطية حقيقية.
ومن جهة أخرى، أشار السيد الوزير الى الدور الاساسي الذي يلعبه الشباب حيث أ ظهرت هذه الفئة للعالم الوجه المشرق الحقيقي والواعد للجزائر. اذ أصبح يٌشكل قوة وفرصةً ديموغرافيةً حقيقيةً وثمينةً، تنبذ العنف والتطرف بكافة اشكالهما وتُجسّد قيم السّلم.
وأشار الوزير في كلمته إلى أن فصلا جديدا يكتب في تاريخ منذ 22 فبراير 2019 من خلال المشاركة السلمية والحضارية لمختلف الفئات الاجتماعية في مسيرات منتظمة من أجل التعبير عن تطلعاتهم الى التغيير والإصلاح والمشاركة الفعلية في المرور إلى جزائر جديدة. وبفضل الإنجازات التي تحققت في انسجام مع مبادئ وأهداف اليونسكو الرامية إلى تعزيز مُثُل الحداثة، حيث عقدت الجزائر العزم على المضي قدماً نحو تأسيس نظام سياسي جديد، كفيل بمغالبة التحديات الجسام التي تواجهها، عازمةٌ على المُضيّ قُدمًا إلى الأمام من أجل تجسيدٍ منهجي للتغيير المنشود، عبر مكافحة الفساد واستعادة السير الطبيعي للمؤسسات وفق انتخابات محاطة بكل ضمانات النزاهة والشفافية، ستجرى بحول الله يوم الخميس 12 ديسمبر 2019. وفي الأخير، أكد السيد الوزير أن الجزائر لا تزال ملتزمة بتحقيق أهداف ومقاصد ميثاق اليونسكو.