ألقى وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة صبيحة اليوم، الخميس 11 نوفمبر 2021 تصريح الجزائر خلال جلسة مناقشة السياسة العامة للدورة 41 للمؤتمر العام للأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، المنعقدة في باريس.
وبعد أن نقل تحيات الجزائر وحكومتها وشعبها إلى هذه المنظمة، معربا عن امتنانه للعمل الدؤوب الذي تقوم به، شدد الوزير على السياق العالمي الذي يتسم بانتشار جائحة كورونا (كوفيد-19).
وأشار السيد الوزير في تصريحه إلى تأثير هذه الجائحة على التربية في الجزائر، وعلى كل دول العالم، مما أدى إلى إعادة تنظيم التمدرس لضمان الحق في التربية والتعليم، مع التقيد بالقواعد الوقائية الصحية المعمول بها. هذا ما جعل الجزائر تقتحم عالم التعليم الرقمي وتطوير التعليم عن بعد، حيث تم تطوير عدة أرضيات لتقديم دروس لجميع المستويات التعليمية، مع استحداث قناة تلفزيونية متخصصة لذات الغرض، فضلا عن اعتماد التعليم الهجين في مؤسسات التعليم العالي. وفي هذا المقام، وجه السيد الوزير رسالة شكر وعرفان إلى المعلم ولكل الذين قدموا نموذجا يقتدى به من حيث الانضباط في تطبيق البرتوكول الصحي وفي تضحياتهم من أجل ضمان تمدرس التلاميذ رغم الضغوط والتعقيدات التي فرضتها الجائحة على تنظيم التدريس منذ ظهورها.
كما أشار السيد الوزير على عملية التلقيح ضد فيروس كورونا (كوفيد -19) لكل مستخدمي قطاع التربية تحسبا لانطلاق السنة الدراسية 2021-2022 في ظروف عادية، وهذا في إطار استراتيجية وطنية تم وضعها تطبيقا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية وتزامنا مع عملية الإنتاج المحلي للقاح المضاد لفيروس كوفيد تحت مسمى “كورونا فاك”.
وعن الوضعية العامة للبلاد، ركز السيد الوزير على المسار الديمقراطي الذي انتهجته الجزائر، حيث تم انتخاب السيد عبد المجيد تبون رئيسا للجمهورية في 12 ديسمبر 2019، وهو الذي فاز بجدارة واستحقاق بثقة الشعب الجزائري العظيم، الذي عقد العزم على الهبة والانتصار فكان رد الرئيس ملؤه خدمة الوطن بتضحية واقتدار. كما أكد السيد الوزير على أنه حري بالجزائريين والجزائريات الاعتزاز والافتخار بتاريخهم وشعبهم. ولأجل ذلك باشر السيد الرئيس جملة من الإصلاحات الجوهرية التي من شأنها التأسيس لدعائم “الجزائر الجديدة” المكرسة لدولة الحق والقانون والعدالة الاجتماعية والشفافية وثبات الموقف ونصرة القضايا العادلة في العالم والذود عن حرمة وحمى الوطن،
وفيما يتعلق بقطاع التربية، ذكر السيد الوزير بالجهود التي بذلتها الجزائر منذ الاستقلال لفائدة جميع البنين والبنات، ودون تمييز من أجل ضمان إلزامية ومجانية التربية والتعليم المنصوص عليهما في المادة 65 من الدستور، مشيرا كذلك إلى خطة عمل الحكومة الهادفة إلى تحسين نوعية التعليم من خلال إدراج “إصلاحات بيداغوجية عميقة”.
وفي هذا الصدد، وبهدف “تعزيز رأس المال البشري من خلال ترقية مختلف مكوناته”، تم إنشاء وافتتاح مدرسة وطنية للرياضيات ومدرسة وطنية للذكاء الاصطناعي في بداية الموسم الدراسي الحالي. كما أشار السيد الوزير إلى الأهمية التي توليها الدولة إلى التربية الجامعة من خلال تحسين آليات رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن هنا، تم إنشاء مدرسة وطنية عليا لتكوين الأساتذة المتخصصين في التوحد وكذا مدرسة وطنية عليا لتكوين الأساتذة المتخصصين في تعليم الصم والبكم.
وفيما يتعلق بتكوين الموارد البشرية المؤهلة ذات نوعية، أشار السيد الوزير إلى تبني الجزائر لاستراتيجية هادفة إلى تعزيز الاختصاصات المتوافقة مع خيارات الاستثمار، فضلا عن ترقية التعليم المهني بإدخال مفاهيم جديدة عليه وإعادة تنظيمه.
أما في المجال الثقافي، أكد السيد الوزير، التزام الجزائر بحماية التراث العالمي، وأشار في هذا الصدد إلى دخول حيز الخدمة للمركز الإقليمي من الفئة الثانية لصيانة وخدمة التراث غير المادي لأفريقيا بالجزائر.
وبخصوص أهداف التنمية المستدامة، تطرق السيد الوزير الى تكريس حق المواطن في بيئة سليمة من خلال المادة ال 64 من الدستور والتزام الجزائر بتحقيق مقاصد الهدف 4 في إطار الأجندة 2030، تنفيذا لخارطة الطريق المسطرة لمنظومة التربية والتكوين الوطنية، والتي أبرزها التقرير الوطني الطوعي للجزائر الذي تم عرضه في المنتدى عالي المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي في نيويورك في 16 جويلية 2019. وقد ركز السيد الوزير بهذا الصدد على حصول الجزائر المرتبة الأولى على المستويين الأفريقي والعربي في عام 2019 ضمن تصنيف “مؤشر التنمية المستدامة”.
كما تطرق السيد الوزير إلى التزام الجزائر بمتابعة خططها لاستكمال أجندة 2030 من أجل التنمية المستدامة وتنفيذ الأجندة 2063 لأفريقيا في مجال التربية، وذلك من خلال دمج أهداف التنمية المستدامة في البرامج الدراسية.
وأشار السيد الوزير خلال مداخلته إلى جهود الجزائر في رعاية اللاجئين وطالبي اللجوء على أراضيها، وذلك من خلال دمجهم في المجتمع عن طريق الحفاظ على حقهم في التكوين والتربية والتعليم.
وفي الأخير، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة اليونسكو، ناشد السيد الوزير هذه الهيئة أن تواصل دعم الجهود الوطنية لبناء قدراتها على الصمود والحد من أوجه عدم المساواة وتحقيق التنمية المستدامة، وترقية التعاون العلمي المشتركِ إقليميًّا ودوليا بغية تقليص الفجوات المعرفية والرقمية ما بين الشمال والجنوب، مؤكدا عزم الجزائر على مواصلة العمل في هذا المنحى متمنيا النجاح لهذه المنظمة في القيام بمهامها النبيلة.