شارك وزير التربية الوطنية، السيد محمد واجعوط مساء اليوم، 25 أفريل 2021 بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببن عكنون، رفقة وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة ووزير السياحة والصناعات التقليدية والعمل العائلي، في الاجتماع الأول للّجنة الوزارية المشتركة المنصبة لدراسة الإشكاليات المتعلقة بتدريس الرياضيات وآفاق تطويره، بدءا من المراحل التعليمية الأولى وصولا إلى المراحل الجامعية.
وبهذه المناسبة، أكد السيد الوزير في كلمته أنّ نوعية الأداء الذي تقدمه المدرسة الجزائرية هو السبيل لكسب الرهانات العلمية والتكنولوجية التي يتعين على بلادنا مواجهتها لمواكبة تطور العصر، ولتجسيد برنامج عمل الحكومة المستوحى من برنامج السيد رئيس الجمهورية، أشار إلى أن الوزارات المعنية بالأمر كل على مستواها مطالبة بترقية التعليم العلمي والتكنولوجي وإيلائه العناية اللازمة، ويتجسد هذا في قطاع التربية الوطنية بتشجيع تعليم شعبة الرياضيات وشعبة التقني الرياضي.
وقد أشار السيد الوزير، أنه بالرغم مما خصص لمادة الرياضيات في البرامج التعليمية لوزارة التربية الوطنية لجميع المستويات، وحجم ساعي مناسب وبتأطير بيداغوجي يقدر بـ 25033 أستاذا في التعليم المتوسط و12621 أستاذا في التعليم الثانوي إلا أن هناك نقصا في التأطير المتخصص، إذ أن نسبة خريجي المدارس العليا لا تلبي احتياجات القطاع، حيث تقدر ب 05.52% في التعليم المتوسط و16.25% في التعليم الثانوي، إضافة إلى الإقبال الضئيل للتلاميذ على شعبتي الرياضيات والتقني الرياضي حيث لا تمثل إلا نسبة 02.68 % و10 % على التوالي.
ومن هذا المنطلق، ذكّر السيد الوزير بالاستراتيجية التي سطرتها وزارة التربية الوطنية للنهوض بتعليم مادة الرياضيات وتشجيع المتعلمين للتوجه نحوها، فبالنسبة للإجراءات المرتبطة بالتلاميذ وقصد اكتشاف المواهب ورعايتها تم اتخاذ جملة من التدابير، نذكر على وجه الخصوص:
-إبراز الجوانب الجمالية والابداعية والترفيهية للرياضيات من خلال تنظيم مسابقات تنافسية وتفعيل النوادي العلمية وتشجيع إنشاء نوادي الرياضيات؛
-إعادة النظر في كيفيات توجيه التلاميذ نحو شعبتي الرياضيات والتقني الرياضي والتنسيق مع وزارة
التعليم العالي والبحث العلمي لإعطاء الأولوية في توجيه حاملي شهادة البكالوريا لهتين الشعبتين في
التخصصات الجامعية، بهدف تشجيع التلاميذ لاختيار هاتين الشعبتين؛
-إنشاء اللجنة الوطنية للأولمبياد على مستوى المعهد الوطني للبحث في التربية، لاسيما “أولمبياد الرياضيات” تتكفل باكتشاف النخب المدرسية ومرافقتهم على المدى المتوسط والبعيد والعمل على ترقية التفكير السليم لديهم وتعويدهم على حل المشكلات وتشجيع طموحات وتحديات الشباب المبدع؛
-استحداث منصة إلكترونية “كفاءة Tech» تُمكّن كل كفاءات قطاع التربية الوطنية من المساهمة بإبداعاتهم في تطوير شتى المجالات في حقل التربية، بما في ذلك تعليم وتعلم الرياضيات؛
كما بادرت وزارة التربية الوطنية بالمرسوم التنفيذي رقم 18-196 المؤرخ 22 يوليو 2018، الذي يحدد القانون الساسي للثانوية المتخصصة والأقسام المتخصصة والذي يسمح لفئة التلاميذ الموهوبين والمتفوقين من تلاميذ الطور المتوسط من الالتحاق بها يضمن:
• تكفلا نوعيا بالتلاميذ الحاصلين على نتائج تثبت تفوقهم، من أجل تطوير مواهبهم ومؤهلاتهم المدرسية من خلال برامج متخصصة محددة لهذا الغرض،
• دعم وتطوير القدرات الابتكارية والابداعية لدى التلاميذ الحاصلين على نتائج مدرسية تثبت تفوقهم من خلال تعليم نوعي حسب مؤهلاتهم،
• تحضير التلاميذ الحاصلين على نتائج مدرسية تثبت تفوقهم للالتحاق بالمدارس العليا المتخصصة “أقطاب الامتياز” للتعليم العالي،
• تطوير التعلم الذاتي لدى التلاميذ الحاصلين على نتائج مدرسية تثبت تفوقهم.
كما أشار السيد الوزير في هذا الإطار سعي الوزارة لإنشاء ثانويات متخصصة في الرياضيات إضافة إلى تلك المتواجدة بالقبة، بالتنسيق مع قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بهدف تشكيل أقطاب امتياز متجانسة مع تواجد المدارس العليا في مختلف الولايات.
أما بالنسبة للتأطير فقد ذكّر السيد الوزير بضرورة مواصلة التنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل:
• إيجاد الآليات الكفيلة بتوسيع التكوين للأساتذة المتخصصين في مادة الرياضيات في المدارس العليا للأساتذة في إطار فوج العمل المشكل لهذا الغرض بين الدائرتين الوزاريتين،
• النظر في محتوى التكوين الموجه لخريجي المدارس العليا للأساتذة لجعله يواكب التطورات،
• إعطاء العناية اللازمة لفتح تخصصات في الإعلام الآلي على مستوى المدارس العليا للأساتذة.
وفي ختام كلمته، أكد أنّ هذه اللجنة المشتركة المكلفة بتنمية تعليم الرياضيات في بلادنا ينتظر منها الخروج بتوصيات عملية في القريب العاجل، في إطار استراتيجية مشتركة بين وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعنى بترقية تدريس الرياضيات وتحفيز المتعلمين للتوجه نحو شعبها، خاصة بإعادة النظر في محتويات التكوين الممنوح لخريجي المدارس العليا للأساتذة، ومراجعة طرق تدريس هذه المادة بإدخال التفاعلية لجعلها أكثر تشويقا.