أشرف وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، بمعية وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، السيد كريم بيبي تريكي، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة كوثر كريكو،عشية أمس، الخميس 21 أفريل 2022، بالمركز الدولي للمؤتمرات، عبد اللطيف رحال، على مراسم الحفل الختامي للطبعة الواحدة والخمسين (51) لتظاهرة كتابة الرسائل البريدية لسنة 2022، حيث حضر هذه المراسم كل من السيد مستشار السيد رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون الاقتصادية وعدد من أعضاء الحكومة، إلى جانب السيد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية والسيدة المفوضة الوطنية لحماية الطفولة وعدد من إطارات الدولة والأسرة الإعلامية.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، ذكّر السيد الوزير، أن هذه التظاهرة التي قامت وزارة التربية الوطنية بالتنسيق مع وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بإطلاقها، عرفت إقبالا واسعا حيث قُدِّر عدد المشاركين فيها بنحو ستة وعشرين ألفا (26000)، منهم مائتان وأربع وخمسين (254) تلميذا من ذوي الاحتياجات الخاصة. وهي تظاهرة تخص فئة الأطفال من الفئة العمرية بين تسع (9) سنوات إلى خمسة عشر (15) سنة، ينظمها المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي والتي حملت هذه السنة عنوان، ” أكتب رسالة إلى شخص ذي نفوذ تشرح له فيها لماذا يتعين عليه اتخاذ إجراءات بشأن أزمة المناخ، وكيف يمكنك القيام بذلك”، حيث أشرفت اللجنة الوطنية لتقييم أعمال التلاميذ على دراسة واحد وخمسين (51) رسالة منها تسع وثلاثون (39) رسالة باللغة العربية، أربعة (4) رسائل باللغة الأمازيغية وثمانية (8) رسائل لذوي الاحتياجات الخاصة، وتوّجت إثنتي عشر (12) تلميذا حازوا على المراتب الأولى، مع العلم أن الفائزة بالمرتبة الأولى ستمثِّل الجزائر بمشاركتها في التظاهرة العالمية لهذه المسابقة.
وفي هذا الصدد، أكد السيد الوزير، أن مشاركة التلاميذ في هذه المسابقة الدولية، تعمل على تحسيسهم بالمشاكل التي يشهدها العالم وتمنحهم فرصة التعبير عن آمالهم ونظرتهم المستقبلية للعالم الذي يعيشون فيه واقتراح حلول لمواجهة التحديات التي يعرفها، فضلا عن كونها تساهم في تنمية قدرات الانتاج الفكري والإبداع لديهم. كما تسمح مثل هذه المسابقات الدولية للمؤسسة التربوية بالانفتاح على العالم وتحديد تموقعها على المستوى العالمي.
وبما أن هذه المناسبة تتقارب في مدلولها وتاريخ إصدارها، بتاريخ عزيز على الجزائر في شهر العلم والمعرفة، آثر السيد الوزير، أن يشيد بالعلامة الشيخ، عبد الحميد بن باديس الذي اقترن يوم العلم بذكرى رحيله، وليُذكِّر بالتحديات التي تُطرح على المؤسسة التربوية في هذه الألفية الثالثة وفي ظل التحولات التي يشهدها العالم اليوم، حيث أصبح العلم محل رهانات كبرى ذات طابع اقتصادي، اجتماعي وثقافي.
وفي هذا الصدد أشار السيد الوزير، إلى المجهودات الجبارة التي بذلتها الجزائر والخطوات التي خطتها نتيجة القرارات الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في تشجيع التوجه العلمي والتكنولوجي على كل الأصعدة بإقراره إنشاء المدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي والمدرسة الوطنية العليا للرياضيات وطبع كتب البراي للمواد العلمية وجعلها مجانا في متناول أصحاب القدرات الخاصة من ذوي التحديات البصرية وفسح المجال لوزارة التربية الوطنية لتمكين هذه الفئة على المستوى الوطني والإقليمي والعربي والإفريقي من هذا الانجاز الذي انفردت به بلادنا.
وبما أن جودة المدرسة تقاس بجودة سلك التعليم، إذ أن المدرسة من تُمكِّن التلميذ من اكتساب آليات مرنة للتعلّم، بحيث يتعلم فيها كيف يفكر، كيف يدقّق في الأمور، كيف ينتقد ويتأقلم بسرعة مع الأوضاع وكيف يتعايش مع الآخر، شدّد السيد الوزير، على ضرورة التكوين المستمر، مدى الحياة، خاصة بالنسبة للأساتذة، فطموحنا هو أن تكون المدرسة سدا منيعا نرافق فيها المتعلم ليصبح راشدا مسؤولا، لذلك تعتبر التربية من الرهانات الكبرى لحاضرنا ومستقبلنا.
وفي ختام كلمته، تقدم السيد الوزير، بالشكر والثناء إلى كل الإطارات والمستخدمين الذين شاركوا في تنظيم هذه المسابقة والإشراف على انتقاء أحسن الرسائل وسهروا على إنجاح هذه الطبعة، كما شكرا أيضا التلاميذ الذين أظهروا قدرات تعبيرية ولغوية كبيرتين وهم يساهمون بطريقتهم في استرجاع قيمة الرسالة البريدية ورمزيتها الاجتماعية كأداة تواصل بين الأفراد والأسر والجماعات في ظل هذا العصر الذي طغت فيه التكنولوجيات الحديثة التي أثّرت سلبا على كتابة الرسائل.