أشرف وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، صبيحة يوم الاثنين 26 جوان 2023، رفقة السيد مستشار السيد رئيس الجمهورية، المكلّف بشؤون التربية الوطنية والتعليم العالي، وممثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وممثل وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة بالمعهد الوطني للبحث في التربية، بالعاشور على افتتاح فعاليات المنتدى الدولي الثاني حول موضوع “تعليم وتعلم الرياضيات” والذي يدوم يومي 26 و27 جوان 2023.
وقد قام السيد الوزير ومرافقيه، بزيارة وتفقد الأجنحة المخصصة للباحثين الدائمين بالمعهد الوطني للبحث في التربية وكذلك المكتبة متعددة الوسائط، ليفتتح بعدها أشغال المنتدى الدولي، الذي يشارك فيه أساتذة جامعيون وخبراء من داخل الجزائر وخارجها، (إنكلترا، كندا، البنين) عبر تقنية التحاضر المرئي، لدراسة الإشكاليات المرتبطة بتعليم وتعلّم الرياضيات، بدءا من المراحل الأولى لمنظومة التعليم وصولاً للمراحل الجامعية،
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أثنى السيد الوزير، على كل من ساهم في تنظيم هذا المنتدى الدولي الثاني، مؤكدا أن توصياته ستشكل زادا لا يُسْتهان به في إثراء السياسة القطاعية في مجال تحسين وتعزيز تعليم الرياضيات. مشيرا إلى أن الباحثين الحاضرين في هذا المنتدى سيعملون على إثراء النقاش وتعميق الدراسة حول كلّ ما يتصل بتدريس الرياضيات وآفاق تطويرها.
وفي ذات السياق، أكد السيد الوزير أن الرهانات العلمية والتكنولوجية التي يتعين على بلادنا مواجهتها لمواكبة متطلّبات العصر، مرهونة برفع نوعية أداء المدرسة الجزائرية وتحسين مردودها، والعمل على ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي وإيلائه العناية اللازمة، تجسيدا لبرنامج عمل الحكومة المُسْتَوْحى من برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، ولن يتأتّى ذلك إلا من خلال ترقية وتحسين تعليم الرياضيات في مختلف المراحل التعليمية، وكذا تشجيع التلاميذ على الالتحاق بشعبتي الرياضيات والتقني الرياضي، حيث تم تسطير برنامج ثري لفائدة تلاميذ الجذع المشترك علوم وتكنولوجيا لتشجيعهم وترغيبهم في اختيار إحدى هاتين الشُّعبتين، كما يشمل هذا البرنامج أولياءهم، كونهم طرفا مرافقا في الاختيار وتعزيز التوجه الإرادي نحوهما نظرا للمزايا والآفاق الواعدة التي توفّرهما، والانخراط في مسعى الدولة للارتقاء بتدريس المواد العلمية عامةً، ومادة الرياضيات على وجه الخصوص، لمواكبة الرهانات الجديدة المرتبطة بالتحولات التي يشهدها العالم في عالم المعلومات والاتصال وتسارع وتيرة الثورة العلمية والتكنولوجية، والتي تفرض على الجزائر المساهمة في شبكات المعرفة والاستجابة للطلب الاجتماعي والاقتصادي الذي يقتضي مستويات أعلى من التأهيل والأداء، والاهتمام بنوعية الموارد البشرية وتكوين النُخَب الوطنية وتبني سلوكيات جديدة في العمل وإنتاج المعرفة.
وقد استعرض السيد الوزير، الجهود المبذولة في مجال ترقية تعليم الرياضيات والتي بدأت تعطي ثمارها من حيث النوع، وهذا ما تبيّنه النتائج المدرسية السنوية للتلاميذ المتمدرسين في هذه الشعبة، أضف إلى ذلك تفوّق أبنائنا التلاميذ، بكل جدارة واستحقاق في المنافسات الدولية الخاصة بمادة الرياضيات، على غرار أولمبياد رياضيات البلقان2023، وأولمبياد الرياضيات الفرنكوفونية 2023 وكذلك أولمبياد الرياضيات العربي، سنة 2022، وعلى الرغم من كل هذا تبقى نسب التلاميذ المقبلين على هذه الشعب بعيدة عن تطلعات وزارة التربية الوطنية.
وفي نفس السياق، أكد السيد الوزير، أن التنسيق متواصل بين وزارة التربية الوطنية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من أجل:
1. إنشاء ثانويات متخصصة في الرياضيات، إضافة إلى تلك المُنْشَأة والمتواجدة بالقبة، بهدف تشكيل أقطاب امتياز متجانسة مع تواجد المدارس العليا في مختلف الولايات،
2. إيجاد الآليات الكفيلة بتوسيع التكوين للأساتذة المتخصصين في مادة الرياضيات في المدارس العليا للأساتذة في إطار فوج العمل المشكل، لهذا الغرض، بمعية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي،
3. النظر في محتوى التكوين المُوَجَّه لخريجي المدارس العليا للأساتذة، لِجَعْلِهِ يُواكب التطوّرات، خاصة وأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قد باشرت عملية إعادة النظر في محتوى التكوين على مستوى المدارس العليا للأساتذة،
4. إعطاء العناية اللازمة لفتح تخصصات في الإعلام الآلي على مستوى المدارس العليا للأساتذة.
وبالعودة إلى نشاطات المعهد الوطني للبحث في التربية، باعتباره هيئة تُعنى بالبحث في حقل التربية، شدّد السيد الوزير، على ألاّ يقتصر العمل على تنظيم الفعاليات حول تدريس الرياضيات والخروج بتوصيات فحسب، بل الوصول إلى صياغة خارطة طريق بإجراءات عملياتية وبآجال محددة لتصوّر استراتيجية فعّالة حول تدريس الرياضيات في الجزائر وتحسين أداء المُتَعَلِمين في هذه المادة، في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.
وفي الختام، وبما أننا على مَقْرُبَةٍ من عيد الأضحى المبارك، توجّه السيد الوزير بأصدق عبارات التهاني للحضور مُغتَنما السانحة لتهنئة كل أعضاء الجماعة التربوية من أساتذة وإداريين وعمال، داعيا المولى عزّ وجلّ لهم السعادة والعافية ووافر السؤدد وأن يمنّ علينا وعلى جزائرنا الحبيبة بالرقي والازدهار في كنف الاستقرار والأمن والأمان.