أشرف وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، رفقة كل من السيد نور الدين غوالي، مستشار السيد رئيس الجمهورية، والسيد كمال بداري، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والسيد ياسين مرابي، وزير التكوين والتعليم المهنيين، والسيدة صورية مولوجي، وزيرة الثقافة والفنون، والسيدة كوثر كريكو، وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، والسيد ياسين المهدي وليد، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة، بحضور السيد سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، والسيد صالح جغلول، رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية، والسيدة رئيسة المجلس الشعبي الولائي لولاية الجزائر، صبيحة اليوم، السبت 15 أفريل 2023، بثانوية الرياضيات محند مخبي بالقبة على مراسم إحياء يوم العلم الذي يوافق السادس عشر (16) أفريل من كل سنة.
وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد السيد الوزير، مواظبة وزارة التربية الوطنية على إحياء يوم العلم، تخليدا لذكرى وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس، الذي أفنى حياته في غرس أسمى معاني الوطنية وقيم الأصالة والدفاع عن مقوّمات الهوية الوطنية، ووفاء لذكرى أحد أهم منارات العلم في تاريخ الجزائر، وذلك بتسطير برنامج ثري عبر كافة المؤسسات التربوية، للوقوف على فضائل العلم والعلماء، مشيرا إلى أنها سانحة لتقديم التحية والإكبار، بالتكريم والعرفان، لمجاهدين من متقاعدي التربية الوطنية، وكذلك لعدد من التلاميذ والأساتذة المتميّزين، وبعض المؤسسات التعليمية المتميزة أيضا.
كما أشار السيد الوزير، إلى الازدهار والرقي الذي عرفه التعليم والمستوى التعليمي في الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي، بشهادة المؤرّخين، والواقع الأليم والمزري الذي آل إليه، أثناء الحقبة الاستعمارية، كما أبرز دور جمعية العلماء المسلمين في محاربة الجهل ونشر العلم والمعرفة.
ولمواجهة ما خلّفه المستعمر الفرنسي، من تجهيل الشعب الجزائري الذي تجلّى في نسبة الأمية المرتفعة غداة الاستقلال، ذكّر السيد الوزير، بالعناية التي أولتها الدولة الجزائرية لتربية النشء وتمكينه من نور العلم والمعرفة، لتتراجع نسبة الأمية من أكثر من 85% عند استقلال الجزائر، إلى حدود 7.40%، والجهود متواصلة للقضاء على هذه الأفة في آجالها وفق برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة آفاق 2030.
كما أشار السيد الوزير، إلى المؤشرات الإيجابية لجودة التعليم في الجزائر، والتي عرفتها المنظومة التعليمية في الآونة الأخيرة، في ظل الرعاية والاهتمام البالغين لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بالمدرسة والمدرسين، ووقوفه على مسافة متساوية من المصلحة التربوية لأبنائنا التلاميذ، والمهنية للأساتذة والموظفين، مستدلا بما تم إنجازه من تغييرات وإضافات استراتيجية وعميقة إن على المستوى البيداغوجي، أو الهيكلي أو الاجتماعي، مؤكدا في ذات الصدد، وجوب مواصلة تحسين الأداء والارتقاء بمردود منظومتنا التربوية، ببذل المزيد من الجهود مع توفير إمكانيات توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال واعتماد الرقمنة بقدر أوفى وأنجع في التعليم والتكوين والتسيير.
وفيما تعلّق بالدخول المدرسي المقبل، 2023/2024، أكد السيد الوزير، العزيمة القوية لمواصلة الجهود لتحقيق المزيد من الإنجازات في ظل مدرسة تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ والإنصاف بينهم، للاستفادة من تعليم ذو جودة، وجيه، فعّال وجامع. مشيرا لبعض ما سيميز هذا الدخول المدرسي، حيث سيتم:
• توسيع تدريس اللغة الأمازيغية،
• توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى السنة الرابعة من مرحلة التعليم الابتدائي،
• توسيع استعمال اللوحة الإلكترونية إلى مدارس ابتدائية أخرى،
• تنصيب شعبة الفنون في السنة الثالثة من التعليم الثانوي العام والتكنولوجي،
• تعميم إنشاء جمعيات أولياء التلاميذ على مستوى كل المؤسسات التعليمية،
• توسيع استخدام الرقمنة لتشمل خدمات إضافية، حيث ستتم الرقمنة الكلية لتسيير ملف السكنات الوظيفية، مع العلم أن الامتحانات المدرسية الوطنية ومسابقات التوظيف والامتحانات المهنية والتسيير الإداري والأداء البيداغوجي في بعض جوانبه (الكتاب الرقمي، اللوحات الإلكترونية، الأقسام الرقمية…) كلها عمليات تمت رقمنتها.
بالإضافة إلى إجراءات أخرى كثيرة سيتم اتخاذها لتحسين مردود المنظومة التربوية والتي سيُعلن عنها في أوانها.
وفي الختام، أشار السيد الوزير إلى أن وزارة التربية الوطنية، تسعى وتعمل من أجل أن تكون المنظومة التعليمية، الوسيلة المثلى لترسيخ هوية أبنائنا، وذلك من خلال تقوية مداركهم وتفتيق ملكاتهم وتفتحهم على الثقافات واللغات العالمية، فدرب المعرفة والعلوم هو السبيل الوحيد الذي يضمن للأجيال الناشئة بناء مستقبلها، ويُمكّنها من أن تُبوِّأ بلادنا مكانة مرموقة في محفل الأمم.