افتتاح أشغال الدورة (26) للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم

شارك، وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والعلم والثقافة، يوم السبت 21 ماي 2022 بالعاصمة تونس في أشغال الدورة السادسة والعشرين (26) للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – ألكسو. وقد ألقى بالمناسبة مداخلة شاملة استعرض فيها نشاطات ومكاسب قطاع التربية في الجزائر والتحديات التي يواجهها هذا القطاع وكذا السياسة الرشيدة للسلطات من أجل تعزيزه وترقيته.
بعد كلمة الشكر التي وجهها الى مسؤولي الألكسو وعلى رأسهم المدير العام السيد محمد ولد اعمر، على حسن الترحاب، وتقديم واجب العزاء إثر وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله، نوّه السيد الوزير بالعمل الدؤوب الذي تقوم به المنظمة في سبيل نشر العلم وترقية الثقافة العربية، وضمان تربية ذات نوعية وجامعة دون إقصاء أو تمييز. كما ذكّر بالمناسبة جهود الجزائر، في إطار تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في سبيل تعزيز ديمقراطية التعليم وتجويده، من أجل توفير فرص النجاح لأكبر عدد من التلاميذ ضمن منظومة تربوية تقوم على المساواة والجودة وتكافؤ الفرص. وقد أشار إلى مخطط عمل الحكومة لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي يهدف الى إدراج “إصلاحات بيداغوجية عميقة”، لا سيما على مستوى التعليم الابتدائي، ومنها مراجعة المناهج المدرسية وتخفيف وزن المحفظة.
كما أشار السيد الوزير إلى ضرورة تنمية فكرة التضامن الرقمي في التربية والتعليم بين دول المنطقة العربية من خلال تبادل التجارب والخبرات. وقد بدت أهمية هذه المبادرة في سياق استخدام أدوات ومنصات تكنولوجيا المعلومات والانترنت لاستمرار العملية التعليمية التعلمية.
وفي هذا الاتجاه، أشار السيد الوزير، إلى احتضان الجزائر للمنتدى العربي الثاني حول إنتاج الموارد المفتوحة وضمان جودتها خلال الثلاثي الأخير من سنة 2022.طبقا للتوصية العاشرة للمؤتمر الحادي عشر لوزراء التربية والتعليم العرب، المنعقد بالمنامة، مملكة البحرين في شهر نوفمبر 2019.
وفي مجال التعليم العالي، ذكّر السيد الوزير بالمساعي الكبيرة لرئيس الجمهورية في ترقيته من خلال إنشاء مدرسة عليا للرياضيات ومدرسة وطنية عليا للذكاء الاصطناعي اللتيْن فتحتا أبوابَهما للطلبة الجدد برسم السنة الجامعية 2021-2022، تمنحان تكوينا نخبويا، يستجيب للمقاييس العالمية في هذين الاختصاصين الهامين في التطوير التكنولوجي والاقتصادي.
وفي ذات السياق، أشار السيد الوزير إلى ما تزخر به الجزائر من مواهب مذكرا حصولها على المرتبة الأولى في البطولة العربية للحساب الذهني التي احتضنتها جمهورية مصر العربية الشقيقة في شهر فبراير من السنة الجارية 2022، والمرتبة الأولى في المسابقة العربية للتحدث باللغة العربية والخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو، في فئة تلاميذ المرحلة المتوسطة في دورتها الرابعة والعشرين، المنظمة في نهاية شهر مارس 2022 في نفس البلد. وتطرق الى إنشاء اللجنة الوطنية للأولمبياد وذلك في عدد من التخصصات، منها «أولمبياد الرياضيات”، واهتمام الدولة بذوي المواهب المتميزة والمتفوقين، كونهم يحتاجون إلى تعليم نوعي وتكفل خاص من أجل تطوير مواهبهم ومؤهلاتهم من خلال إنشاء أقسام ومؤسسات عمومية متخصصة في التعليم الثانوي، وتعزيز تكوين الأساتذة المتخصصين في مادة الرياضيات، بالإضافة إلى العمل على ترقية التربية البدينة والرياضية بالمؤسسات التعليمية لا سيما بمرحلة التعليم الابتدائي، إلى جانب الثقافة والفنون، حيث تقرر استحداث شعبة الفنون في مرحلة التعليم الثانوي ابتداء من العام الدراسي القادم 2022-2023، تحضيرا لبكالوريا شعبة “فنون”، قناعة بأن الفنون تساعد في الحفاظ على تراث المجتمع وهويته الثقافية.
كما أشار السيد الوزير إلى اهتمام السلطات بالتربية الإدماجية، من خلال تحسين آليات التكفل بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم وضع مخطط للتكفل بالأطفال المصابين باضطراب التوحد، مع تحسين آلية المرافقة المدرسية للمدمجين منهم في الأقسام العادية، مؤكدا حرص السيد الرئيس على صون حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والعناية بهم من خلال ما يلي:
– مشروع إنشاء مدرسة وطنية عليا لتكوين الأساتذة المختصين في تعليم الصم والبكم،
– إعداد استراتيجية وطنية للتكفل بالأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد.
– تجسيد سياسة وطنية طموحة في مجال إعداد ونشر الكتب المدرسية ومختلف المنشورات بتقنية البراي، الموجهة لفئة المكفوفين.
كما كان لمجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الرابع منها بحلول عام 2030، حيز في مداخلة السيد الوزير، بحيث ذكر في هذا الصدد تجديد التزام الجزائر بمواصلة جهودها تماشيا ورؤية المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وفي الشأن الفلسطيني وواقع التعليم فيه، تعرض السيد الوزير في كلمته إلى الحق في التربية مؤكدا أن الجزائر تسجل بكل ألم أوضاع الثقافة والتعليم بالقدس الشريف جراء الاعتداءات المتكررة على المؤسسات الثقافية، والانتهاكات لمؤسسات التربية والتعليم العالي. ودعا إلى مواصلة تقديم الدعم لدولة وشعب فلسطين في المجالين الثقافي والتربوي لأهميتهما في الحفاظ على الهوية الفلسطينية ومواصلة النضال من أجل الاستقلال والتحرر.
وفي سياق متصل، أشاد السيد الوزير، بجهود الألكسو في إعداد وبلورة مشروع الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات، وهي خطة ستسمح بوضع الآليات لضمان الحق في التعليم لكل الفئات مهما كانت الأوضاع والظروف.
وفي هذا المنحى، تقدم السيد الوزير اقتراح إنشاء هيئة عربية للدراسات الاستراتيجية الشاملة اقتداء بالمعهد الوطني للدراسات الشاملة الموضوع تحت وصاية رئيس الجمهورية، تتولي وضع الآليات لتنفيذ الخطة العربية للتعليم في حالات الطوارئ والأزمات، ملحا على إدراجها في التوصيات الختامية لهذا المؤتمر، على أن توضع اللبنات الأولى لهذه الهيئة وأشكالها وكيفيات آدائها وطرق تفعيلها خلال القمة العربية التي ستتشرف الجزائر على احتضانها والتي واقترح تنظيميها في ذكرى عزيزة وغالية على الأمة الجزائرية تعبيرا على المعزة والمحبة التي تكنها الجزائر لكل الأمة العربية وذلك يومي 1 و 2 نوفمبر المقبل، ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المظفرة.
وقد لقي هذا الاقتراح استحسانا وترحابا لدى الحاضرين.