حفل تكريم المتفوقين الأوائل في امتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة 2022

برعاية سامية وعناية كريمة من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، شارك وزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد، صباح اليوم الأربعاء 27 جويلية 2022، بقصر الشعب بالجزائر العاصمة، في حفل تكريم المتفوقين الناجحين الأوائل في امتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة جوان 2022، منهم متفوقون من مدارس أشبال الأمة ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بحضور كبار المسؤولين في الدولة وكذا أعضاء من الحكومة.
حيث قلد السيد رئيس الجمهورية بالمناسبة، المتفوقين الأوائل وطنيا بميداليات وهدايا ومكافآت مالية. كما شارك في تكريم المتفوقين الأوائل كل من رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل ورئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي والوزير الأول، السيد أيمن بن عبد الرحمن ورئيس المحكمة الدستورية، السيد عمر بلحاج ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ووزير التربية الوطنية، الأستاذ عبد الحكيم بلعابد ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، السيدة كوثر كريكو ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، السيد عبد الباقي بن زيان.
هذا وقد ألقى السيد وزير التربية الوطنية كلمة بالمناسبة، أشار فيها إلى أن تكريم السيد رئيس الجمهورية لصفوة التلاميذ المتفوقين بجدارة واستحقاق في امتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط لدورة جوان 2022، في طبعة هي الأولى من نوعها منذ الاستقلال في الجمع في التكريم بين الامتحانين، لهو تعبير فائق على عنايته بالتربية والمربين، وحرصه واهتمامه الفائق بالمتميزين من تلامذتنا الذين تحصلوا على أعلى المعدلات.
وإذ هنّأ السيد الوزير التلاميذ النجباء الناجحين بتفوق وامتياز، راجيا من المولى عز وجل أن يُوفقهم إلى تحقيق المزيد من النجاحات في مسارهم الواعد، فإنه قد خص التلاميذ الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على شهادة البكالوريا بالدعم والنصح وحثهم على الإصرار على تحقيق النجاح، خاصة وأن الدولة وفرت لأبنائها وبناتها كل أسباب العودة والنجاح سواء بإعادة السنة أو التعليم عن بعد أو على نمط المشاركة الحرّة.
هذا وقد تقدم السيد الوزير بالشكر والعرفان والتقدير لكل من شارك في تأمين هذه الامتحانات من دوائر وزارية وأجهزة أمنية والحماية المدنية وكل مصالح ومؤسسات الدولة وأعوانها المخلصين من إطارات وموظفين وعمال منوّها بإرادة وحزم وعزم رجالات التربية ونسائها، الذين رفعوا التحدي عاليا، وعلى رأسهم الأساتذة الذين لم تُثنهم أهوال الجائحة على القيام بواجبهم على مدار السنوات الثلاث الماضية.
كما ذكّر السيد الوزير الحضور، بنسبة النجاح التي بلغت عند النظاميين في امتحان شهادة البكالوريا 58.75 % بتعداد 271252 ناجحًا من أصل 461679 اجتازوا هذا الامتحان، وبنسبة النجاح في امتحان شهادة التعليم المتوسط التي بلغت 59.16 % نجح فيها 425994 مترشحا من أصل 720.125 مع التذكير بأن مترشحي البكالوريا عاشوا مخاض الوباء عبر الطور الثانوي بأكمله على مدار ثلاث سنوات فيما أمضى مترشحو شهادة التعليم المتوسط ثلاثة أرباع مشوارهم الدراسي في هذا الطور في نفس الظروف.
وبخصوص المؤشرات النوعية للنجاح لهذه السنة، أشار السيد الوزير إلى أن بكالوريا هذه الدورة شهدت 116444 ناجحا بتقدير ما نسبته 42.93 %. حيث بلغ عدد المتحصلين على تقدير ممتاز 889 وعلى جيد جدا بـ 13343
وبالنسبة لأشبال الأمة بلغت نسبة النجاح في البكالوريا هذه السنة 98.11 % بعدد 415 ناجحا من أصل 423 كما بلغ عدد الناجحين بـ تقدير388، ما نسبته 93.49 %، منهم 4 بتقدير ممتاز و108 بتقدير جيد جدا.
وبخصوص أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، بلغت نسبة النجاح الإجمالية لكل الفئات بين ذوي التحديات البصرية والحركية والسمعية النطقية 45.77 % في امتحان شهادة البكالوريا أين سُجلت أعلى نسبة عند ذوي التحديات البصرية بـ 65.85 %. وبحصول إحدى المترشحات النظاميات من هذه الفئة على ثالث مرتبة وطنيا، إذ يُقرأ في هذه النتيجة بوضوح المجهودات الكبيرة للدولة إزاء هذه الشريحة من أبنائنا، فبفضل توفير الإمكانيات المادية والمالية والمعنوية، استطاعت الدولة أن تحتوي الفروق الطبيعية وتكرس مبدأ تكافؤ الفرص بتوفير التأطير المتخصص والمستلزمات البيداغوجية والتعليمية المكيفة وصولا إلى الكتاب العلمي المطبوع كلية بتقنية البرايل كسابقة قارية وعربية في بلادنا.
وبخصوص الدخول المدرسي 2022-2023، أشار السيد الوزير الحضور إلى أنه سيشهد الكثير من المستجدات والإجراءات غير المسبوقة خاصة على مستوى التعليم الابتدائي أين سيتم الشروع في إجراءات تخفيف المحفظة تطبيقا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية من خلال التجهيز التدريجي باللوحات الرقمية لما يربو عن 1600 مدرسة ابتدائية التي تم اختيارها بإحكام لتشمل كل بلديات الوطن كما سيتم استغلال خدمة الكتاب الرقمي لأول مرة في تاريخ المدرسة الجزائرية لفائدة كل تلاميذ الطور الابتدائي والذين يتجاوز عددهم 5 ملايين و200 ألف تلميذا وذلك مجانا إلى جانب الشروع في استعمال النسخة الثانية من الكتاب المدرسي وتجهيز المدارس بالأدراج والزيادة في الحجم الساعي الأسبوعي للتربية البدنية والرياضية وترقية الرياضة المدرسية مع مواصلة تنفيذ مخرجات مجلس الوزراء المنعقد يوم 19 جوان 2022 وفق الآليات والآجال والكيفيات الواردة في ذات المخرجات.
كما أكد السيد الوزير أن التعليم الثانوي العام والتكنولوجي سيتدعم ابتداء من الدخول المدرسي 2022-2023 باستحداث شعبة جديدة هي شعبة الفنون بخياراتها الأربعة: فنون تشكيلية، موسيقى، مسرح، سينما سمعي-بصري، إذ تم إقرار ثانوية وطنية للفنون مقرها بالعاصمة.
وفي الختام، وجه السيد الوزير كلمة للتلاميذ المتفوقين، يحثّهم فيها على أن يضعوا الجزائر في قلوبهم وأن يجعلوا رقي الوطن وأمنه وازدهاره مبتغى كل تخصصاتهم وأن يرفعوا اسم بلادهم عاليا بين الأمم كما رفعه أسلافهم في أوقات أصعب من أوقاتهم، وأن يحصّنوها في قلوبهم وعقولهم ويجعلوا حبّها والتضحية من أجلها يسري في عروقهم وأن يُدعّموا جامعات ومخابر ومعاهد ومراصد الجزائر بغزير رسائلهم وأطروحاتهم وبحوثهم ومبتكراتهم مؤكدا أن الدولة ستدعمهم في هذا المسعى النبيل.