مشاركة وزيرة التربية الوطنية، رئيسة اللجنة الوطنية الجزائرية للتربية والثقافة والعلوم في الدورة الـ 38 للمؤتمر العام لليونسكو

unesco 2015

السيّد رئيس المؤتمر العام

السيّدة المديرة العامة لمنظمة اليونسكو

أصحاب السعادة

السيّدات والسّادة الحضور

صباح الخير، أزول فلاون

إنّ انشغالنا اليوم، كهيئة أممية هو، بطبيعة الحال، أن نتأكّد من أنّ كافة أطفال العالم يذهبون إلى المدرسة، ويستفيدون من الشروط الضرورية لتحقيق تعليمهم في ظروف لائقة.

إنّ هذا الأمر، يعتبر انشغالا حقيقيا بالنسبة لبلادي، وهو ما جاء في التقرير عن الحق في التعليم بالجزائر، الذي قدّم في الدورة التاسعة والعشرون لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتّحدة، المنعقد بـ Genève في 2015، والذي يبرز صراحة الجهود التي تبذلها الجزائر، ويصف تطبيق الحق في التعليم بأنّه “جدير بالتنويه” من خلال تحقيق أهداف التربية للجميع لليونسكو، وأهداف الألفية للتنمية.

إنّ التفكير المعمّق في انشغالات المجتمعات يفرض نفسه كضرورة مطلقة حتّى نتمكّن، عن طريق التشاور من إيجاد حلول للمآسي التي يعيشها أطفال العالم. مثل أطفال سوريا، والصحراويين.

وهذا يعني، أنّ السلم والأمن، في كافة البلدان، يمثل الشرط الأساسي الذي من شأنه ضمان تربية الأطفال وازدهارهم.

السيّد الرئيس،

إنّنا نتكلم في هذا الشأن اليوم عن دراية إذ دفعنا ثمنا غاليا من أجل حريتنا. وضمان مواصلة التنمية.

لقد واجهنا في سنوات التسعينيات الإجرام الإرهابي الذي حاربناه، وقضينا عليه. الجدير بالذكر، أنّه بفضل ميثاق السلم، والمصالحة الوطنية الذي نخلّد ذكراه العاشرة هذه السنة، والذي بادر به فخامة السيد رئيس الجمهورية، نستطيع اليوم أن نعلن من على هذا المنبر، أنّ التمدرس الذي يمثّل أحد أهداف الألفية 2015، قد تحقّق في بلادنا قبل الأجل الذي حدّده بيان الألفية، وأنّه تمّ فعلا تحقيق المساواة بين الذكور والإناث.

كما أنّنا نشاطر السيّدة المديرة العامة انشغالها إزاء تصاعد العنف الذي مسّ المواقع الثقافية، والدينية بالشرق الأوسط. لاسيّما، الأعمال التي استهدفت المواقع المصنّفة كتراث عالمي.

وبهذا الصّدد، فإنّنا نشكر، ونهنئ السيّدة المديرة العامة على الجهود الثابتة التي بذلتها لنقل هذه القضية إلى أعلى مستوى لمنظمة الأمم المتّحدة.

السيّد الرئيس،

تواجهنا اليوم، تحدّيات كبرى في المجال التربوي:

أوّلا: تنمية الحسّ المدني، وروح التسامح لدى المتعلّمين. حيث يتعيّن علينا اليوم، أن نعلّم الأطفال كيفية التّمييز بين المعلومة الصحيحة، والمعلومة الخاطئة.

ثانيا: تكوين روح النقد؛ فاليوم أكثر من أيّ وقت مضى، إذا لم يقدم نظامنا التربوي الكفاءات الضرورية للشاب، حتّى يكون قادرا على الاختيار والمعالجة، والنقد، فسيشكّل تربة خصبة تزرع فيها بذور الكراهية، وإقصاء الآخر، والتّشدّد.

ثالثا: ضمان تعليم نوعي حيث لا يكفي اليوم، فتح مدرسة للطفل. بل، يجب علينا أن نضمن له تعليما يتميّز بمضامين، ومعارف سلوكية، ومهاريّة أساسية قادرة على إعداده للتحديات التي سيواجهها في المستقبل.

رابعا: رد الاعتبار للتعليم التقني، والمهني، والتحكم في اللغات التي تعتبر أساسية في مجال التربية، وتجديد طرق التدريس.

خامسا: التغيرات المناخية التي يجب الاستعداد لها، بتطوير برامج الأنظمة التربوية.

السيّد الرئيس،

وإذ نهنئ منظمة اليونسكو، بمناسبة الذكرى السبعين، تبقى المنظمة تشكّل في نظرنا، ضمانة أساسية لترقية السلم، والحوار، والانفتاح. كما تظلّ، بإرادة الجميع، وعملنا المشترك، أملا لأجيال المستقبل، وحصنا ضدّ كلّ أشكال العنف، والتطرّف.

أشكركم السيّد الرئيس، السيّدات، والسّادة الأفاضل على حسن المتابعة.

الدكتورة نورية بن غبريت

وزيرة التربية الوطنية