وزيرة التربية الوطنية في زيارة عمل إلى ولاية غرداية للإشراف على افتتاح الندوة الوطنية حول البدائل البيداغوجية والتعليمية لتحسين كفاءة فهم المقروء لدى المتعلّم

ghardaia 30.01.2018

قامت معالي وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريت، صباح يوم الثلاثاء 30 جانفي 2018، بزيارة عمل الى ولاية غرداية، رفقة وفد وزاري رفيع المستوى، وذلك للإشراف على افتتاح الندوة الوطنية حول البدائل البيداغوجية والتعليمية لتحسين كفاءة فهم المقروء لدى المتعلّم، حيث افتتحت معاليها الندوة بإلقاء كلمة تطرقت في مستهلها عن سبب اختيار ولاية غرداية لعقد هذه الندوة الوطنية، اعتبارا لتراثها، عاداتها وقيمها، أوقاتها الصعبة التي يقف فيها الجميع وقفة الرجل الواحد، ويتجند للحفاظ على الوطن، وهو ماجعل السيدة الوزيرة تستحضر تضحيات جيشنا الوطني، سليل جيش التحرير المرابط في الحدود وفي كل بقعة من هذا الوطن، حماية لبلادنا ووحدة ترابه وضمان أمن وسلامة كل الجزائريات والجزائريين. وهي مناسبة استغلتها معالي الوزيرة لتوجيه أسمى عبارات العرفان والتقدير لأفراد الجيش الشعبي الوطني، حماة الوطن. حيث أكدت على أن الجيش الوطني يدافع عن الحاضر، والمدرسة تحضّر للغد.
هذا واضافت السيدة الوزيرة على أن الرهان الحالي لوزارة التربية الوطنية هو الوصول الى مدرسة الجودة أين تحتاج الى أساتذة أكفاء يقدّمون تعليما ذا جودة، ممّا يساهم في مكافحة الرسوب والتسرب المدرسي وهو ما كان لزاما على مصالحها القيام بعمليات تقييم وطنية ودولية من أجل تشخيص واحصاء الصعوبات واقتراح بدائل بيداغوجية وتعليمية،
وذكرت معاليها أنه من بين نتائج العمليات التقييمية، كون كفاءات تلامينا على غرار الكثير من زملائهم على المستوى العالمي، غير كافية لاسيما في الرياضيات و الثقافة العلمية و في فهم المكتوب، أي فهم معنى ما يُكتب، مع العلم أن عدم التحكم في هذه الكفاءة الأخيرة له آثار خطيرة على مستقبل الأمم، في عالم تسيطر عليه الرقمنة، وفي هذا الاطار اضافت السيدة الوزيرة أن الرهان يكمن في معرفة ما إذا كان تلاميذنا يفهمون ما يقرأون. ماذا يستخلصون ممّا يقرأون، وأكثر من ذلك، ماذا يفعلون أو ما يمكنهم أن يفعلوا بعد قراءتهم هذا أو ذاك الخطاب، كما أظهرته الأحداث الأخيرة، التي تداولتها وسائل الإعلام حول تطبيق إلكتروني خطير، كما استدلت معاليها بنتائج الدراسات الأخيرة التي توصلت الى أن الهدف من عملية تحسين كفاءة المقروء هو حل رموز النص décodage, le déchiffrage دون الاهتمام ببعدين أساسيين: المعنى، أي فهم المقروء ولغة التواصل، أي شرح ما فهمناه بكلمات واضحة ومفهومة.
وبخصوص المقاربة العرضية الجديدة une nouvelle approche transversale، شرحت معاليها انها تهدف لتحسين قدرات التلميذ في فهم المكتوب، تدمج المعنى والخطاب الشفوي في التعلّم. اين يتعلّق الأمر بضبط مختلف المراحل التي يجب اتباعها في عملية التعليم والتعلّم الخاصة بفهم المكتوب: تحليل، إدماج، استنتاج
في الأخير أكدت السيدة الوزيرة على الاهتمام بكفاءة فهم المكتوب خاصة في التعلّمات الأساسية وعلى رأسها اللغة العربية باعتبارها، في نفس الوقت، مادة قائمة بذاتها ولغة التدريس، فذلك لأن الأمر يتعلق بمستقبل أطفالنا في عالم تميّزه الثورة الرقمية و الترابطية l’interconnectivité. لذلك، من واجبنا حمايتهم فكريا ومرافقتهم حتى يتحكّموا في كفاءات القرن 21. ومن هذا المنطلق، ستهتم الندوة التي ستدوم ثلاثة أيام بعرض 3 أدوات عمل سيكون لها له الأثر الكبير على مستقبل المدرسة الجزائرية وستساهم في تجنب القراءات الساذجة للتلاميذ في تعاملهم مع النصوص التي قد تدفعهم للعنف والتطرف او حتى نحو الموت المبرمج في البحر، وهي: المرجعية العامة للكفاءات التي يجب التحكم فيها لفهم المكتوب، دليل للمصطلحات يضم مفاهيم عملية دقيقة، الآجال المحددة لتنفيذ هذا الجهاز الجديد. وحسب معاليها فأن محتوى الندوة يشكل ورقة طريق تخص كل الهياكل المعنية بالقضايا البيداغوجية. وهي بدائل كانت ثمرة جهود جماعية في إطار البحوث والدراسات التي قامت بها الوزارة، مع مخابر بحث جامعية وخبراء وبيداغوجيين من القطاع ومن قطاعات أخرى.
بعد فتتاح معاليها لأشغال الندوة الوطنية، استغلت فرصة الزيارة لتدشين ومعاينة مؤسسات تربوية وتعليمية، استهلتها بتدشين القاعة متعدد الخدمات وردية مداد بإكماليه وريدة مداد، وثانوية غاية بن دحاحوة، وإكماليه المنطقة العلمية بالولاية، كما قامت بزيارة المدرسة الابتدائية أبي يعقوب.
في ختام الزيارة وعلى غرار زياراتها الولائية السابقة، أجرت معاليها لقاء صحفيا مع الإذاعة الجهوية لولاية غرداية حول محتوى وبرنامج الزيارة للولاية، بالإضافة الى لقاء صحفي مع وسائل الاعلام أين أجابت على مختلف الأسئلة المرتبطة بالقطاع محليا ووطنيا.